"بيتكوين" تجتذب الانظار في وول ستريت، ومحاولة لكسب المال الحقيقي
بعد التطور الباهر في مجال العملات الرقمية، غادر جوناثان سيلفرمان وظيفته في إدارة الأموال الحقيقية في بنك مورجان ستانلي خلال مايو/ايار 2013 لاتخاذ منصب مدير التداول في بيتكوين "BitCoin". سيلفرمان، انضم الى السرب الجديد والمعاصر من السماسرة في وول ستريت والمحللين في صناديق التحوط من اجل المضاربة على العملة الجديدة، حيث ان اختيارهم لهذه العملة الافتراضية نبع من الارتفاع بحوالي 50 ضعف العام السابق، ولما تحمله هذه العملة من حداثة وريادة بأسواق المال.
صرح سيلفرمان، على ان عملة بيتكوين هي الاولى في عالم الاموال الافتراضية المشفرة والرائدة في الأصول والملاذات الآمنة، فعلى الرغم من كونها اختراع عالي التقلب والتحركات في الوقت الراهن ، الا انها منتج آمن في اسواق المال على الصعيد بعيد الامد، حيث ان الوحدة التنظيمية للمخاطر في وول ستريت رفعت جاذبية العملة الافتراضية للمصرفيين اللذين يبحثون عن الربح في أماكن أخرى جديدة.
بداية العملة
لقد تم الكشف عن بيتكوين كسلاسل من رموز برمجية -Code ، في عام 2008 من قبل مبرمج أو مجموعة من المبرمجين تحت اسم "ساتوشي ناكاموتو"، اذ يتم يوميا خلق كمية بيتكوين جديدة من قبل المساهمين في الرمز البرمجي باستخدامهم لاجهزة حواسيب متطورة قادرة على حل مشاكل حسابية معقدة، الى ان يصلوا للكمية المرجوة.
ارتفع سعر البيتكوين إلى أكثر من الف دولار في البورصة "ام تي جوكس" بعد أن اعلنت شركة "زينغا" في الرابع من يناير انها ستبدأ قبول عملة افتراضية لبعض من الألعاب الاجتماعية المسوقة على الإنترنت.
المشترين مقابل المشككين
بعض المتحمسين للعملة الجديدة قاموا بشرائها مراهنة على وصولها لافاق جديدة، وقامت شركات تداول بالمتاجرة فيها وتخزينها، ومن ناحية اخرى لا يزال البعض الآخر منشغلا في تجميع رأس المال الاستثماري من مصادر اخرى مختلفة الا ان انظارهم باتت موجهة نحو الاستثمار في الشركات ذات الصلة مع البيتكوين، وهذا فعلا ما دفع سعر العملة بالصعود الحاد.
وقد وصفهم "باري سيلبيرت"، مؤسس ورئيس شركة "سيكيند ماركت" للوساطة في العملة الافتراضية، انهم جبهة التشغيل في مقدمة وول ستريت. اما المشككين في العملة فلا يرونها سوى فقاعة مالية جديدة، فعلى الرغم من قبولها كوسيلة صرف من قبل التجار، الا انها تفتقر للعديد من الخصائص الاساسية للعملة، واهمها التقلب العدواني، ما يمنعها من كونها مخزن للقيمة.
المضاربة الاستثمارية
قال مارك وليامز، وهو مدير المخاطر السابق في تجارة السلع ان تصرف البيتكوين في الاسواق لا يشبه العملات الاخرى على الاطلاق، انما يشبه الاستثمار في المضاربة، تماما كما تم تداول اسهم الانترنت في اعوام التسعينات، وان "هوس البيتكوين" التي تبناها أمثال سيلفرمان يعطيه هذا الشعور. وتابع وليامز واصفا التقلبات الحادة في بيتكوين على انها اعلى بثمانية مرات من تقلبات المؤشر الامريكي ستاندارد اند بورز، مما يجعل التجارة فيها حصرية للمضاربين الاكثر عدوانية، واصحاب القلوب القوية.