تمتلك شركة البرمجيات "استراتيجي" أكبر حيازة من عملة بيتكوين بين الشركات، حيث تصل إلى أكثر من 671 ألف عملة، وهذا يمثل نحو 3% من الإجمالي المستقبلي للعملة. ومع ذلك، خسر سهم الشركة أكثر من نصف قيمته على مدى ستة أشهر، وبلغت قيمتها السوقية لفترة قصيرة مستوى أقل من قيمة حيازاتها من بيتكوين. يرجع ذلك بشكل أساسي إلى الاعتماد الواسع على إصدار سندات قابلة للتحويل، مما يحمل مخاطر ديون عالية. للتعامل مع الوضع، جمعت الشركة حوالي 1.44 مليار دولار عبر بيع حصص جديدة لتهدئة الأسواق. كما لجأت شركة "سيكوانس" المتخصصة في أشباه الموصلات إلى بيع 970 عملة بيتكوين لتوفير سيولة تساعد في سداد جزء من التزاماتها المالية.
استراتيجيات الاستثمار السابقة ومخاطرها الحالية
بلغ سعر بيتكوين ذروة قياسية تجاوزت 126 ألف دولار في بداية أكتوبر الماضي، بعد صعود ملحوظ منذ مطلع العام. استغلت شركات متعددة هذا الارتفاع لشراء كميات كبيرة من العملة، سواء لتنويع الاحتياطيات النقدية أو للحماية من التضخم، أو لاستقطاب مستثمرين يبحثون عن عوائد سريعة. شملت هذه الشركات تلك العاملة مباشرة في مجال العملات المشفرة، مثل منصات التداول وشركات التعدين التي تحصل على بيتكوين مقابل دعم الشبكة، بالإضافة إلى شركات من قطاعات أخرى غير مرتبطة. ساهم هذا الطلب المتزايد في دفع الأسعار إلى الأعلى. إلا أن بعض الشركات اعتمدت على إصدار سندات قابلة للتحويل لتمويل مشترياتها، مع افتراض استمرار الارتفاع، مما منح المقرضين خيار تحويل الدين إلى أسهم بفوائد منخفضة.
تأثير الانخفاض على الثقة والسيولة
بدأ سعر بيتكوين في التراجع تدريجياً خلال الخريف، ثم انخفض إلى أقل من 90 ألف دولار في نوفمبر، وهو مستوى دون بداية العام. أدى ذلك إلى هبوط أسهم الشركات المعتمدة عليه، وفضل المستثمرون استرداد أموالهم نقداً بدلاً من تحويلها إلى أسهم، مما ربط بقاء هذه الشركات بقدرتها على توفير سيولة لتسديد الديون. يحذر خبراء من أن بيع كميات كبيرة من بيتكوين من قبل شركات تواجه صعوبات قد يزيد الضغط على الأسعار ويفاقم الأزمة داخل سوق العملات المشفرة، لكن التأثير على الأسواق التقليدية يبقى محدوداً وفق آراء بعض المتخصصين.
آراء الخبراء وتوقعات المستقبل
قال إريك بنوا، المتخصص في التكنولوجيا لدى "ناتيكسيس"، إن الأسواق تساءلت بسرعة عن احتمال مواجهة هذه الشركات لمشكلات مالية أو إفلاس. ووصفت كارول ألكسندر، أستاذة الاقتصاد في جامعة ساسكس، عملية انكماش الفقاعة المرتبطة بهذه الشركات بأنها بطيئة، مع زيادة الحذر بسبب نقص التنظيم الواضح والمخاطر الأمنية والاحتيال المحتمل. من جهة أخرى، اعتبر ديلان لوكلير من شركة "ميتابلانت" اليابانية، التي تحولت من قطاع الفنادق، أن التقلبات الحالية ضرورية مقابل فرص النمو طويل الأمد، حيث تقدر حيازات الشركة بنحو 2.7 مليار دولار. وأشار إريك بنوا إلى ضرورة ابتكار طرق جديدة للاستفادة من الاحتياطيات، مثل إنشاء منتجات مالية، مع توقع اندماجات، رغم أن النموذج لن يناسب الجميع. كما أطلق إريك لارشفيك الفرنسي شركة "ذي بيتكوين سوسايتي" في نوفمبر لإدارة الأصول المشفرة، معتبراً الانخفاض فرصة شراء.
ملخص الخبر
شهد سوق بيتكوين تقلبات حادة بعد ذروة تجاوزت 126 ألف دولار في أكتوبر، تلاها انخفاض دون 90 ألف دولار في نوفمبر، مما أثر سلباً على شركات حائزة كبيرة مثل "استراتيجي" و"سيكوانس" التي واجهت خسائر في الأسهم وضغوط ديون. رغم المخاطر والحذر من عدوى محتملة داخل القطاع، يرى بعض الخبراء فرصاً طويلة الأمد ويطالبون بابتكارات جديدة للاستفادة من الحيازات.
