سجلت أسعار النفط العالمية زيادة خفيفة لم تتعدى 1%، بعد الإعلان عن تشديد الإجراءات الأمريكية تجاه صادرات النفط من فنزويلا. كما اعتبر محللون هذا الارتفاع تعبيراً عن هدوء في السوق وثقة في قدرتها على التعامل مع التغييرات، بدلاً من مخاوف فعلية حول نقصان الإمدادات. بالإضافة إلى ذلك، أكد الدكتور أحمد معطي، خبير في أسواق المال العالمية، أن الحركات السعرية الضعيفة تنبع من تقييم سابق للمخاطر، حيث أن هذه التغييرات ليست مفاجئة، بل سبقتها إشارات أمريكية منذ أشهر عدة. وفي السياق نفسه، أوضح أن دولاً رئيسية قد عززت احتياطياتها النفطية استعداداً لأي تغييرات، مثل الصين التي تجاوزت مخزوناتها مليار برميل، إلى جانب زيادات في الولايات المتحدة ودول أخرى متعددة.
توقيت التصعيد وتداعياته على الإنتاج
يأتي هذا التصعيد الأمريكي في وقت محسوب بعناية، حيث يتزامن مع بلوغ الإنتاج الأمريكي أرقاماً قياسية تصل إلى 13.8 مليون برميل يومياً، مما قلل من آثار انخفاض الإنتاج الفنزويلي على الأسواق الدولية. ومن جهة أخرى، أشار معطي إلى تراجع إنتاج فنزويلا من 1.1 مليون برميل يومياً إلى حوالي 860 ألف برميل، مع توقعات بمزيد من الانخفاض يتراوح بين 300 و500 ألف برميل يومياً. كما شدد على أن الصعوبات الرئيسية تكمن في مواجهة فنزويلا نفسها لهذه الضغوط، إذ يمكن سد أي فجوات في الإمدادات بيسر من خلال تحالف "أوبك بلس" أو الولايات المتحدة، خاصة مع انخفاض الطلب العالمي بشكل عام.
دور التحالفات والطلب الدولي
يمتلك تحالف "أوبك بلس" الإمكانيات اللازمة للتدخل الفوري في تعويض أي نقصان، كما حدث سابقاً في حالة الإنتاج الليبي. وبالتوازي، يساهم ضعف الطلب الصيني، الناتج عن تباطؤ نمو الاقتصاد هناك، في تسهيل عمليات التعويض دون إجهاد كبير على الأسعار. علاوة على ذلك، تطرق الخبير إلى ظاهرة "أسطول الظل" لنقل النفط، الذي يشكل حوالي 20% من إجمالي الناقلات العالمية، ويسيطر عليه دول مثل روسيا وإيران وفنزويلا. ومع ذلك، يتوقع معطي انخفاض أهمية هذا الأسطول تدريجياً مع زيادة الرقابة الأمريكية. كما أبرز أن الإجراءات الأمريكية تحمل رسالة ضمنية للصين، التي تشتري نحو 80% من صادرات فنزويلا النفطية، حيث سيؤدي فقدان هذا النفط الرخيص إلى دفع بكين للشراء بتكاليف أعلى، مما يزيد من الضغط على اقتصادها.
التحديات الاقتصادية لفنزويلا والسوق المزدوجة
تواجه فنزويلا عواقب اقتصادية شديدة، مع توقعات بارتفاع التضخم إلى 400% وخسائر تصل إلى أكثر من 8 مليارات دولار سنوياً من عائدات النفط، الذي يشكل أكثر من نصف إيرادات الدولة. وفي الختام، أكد معطي أن سوق النفط تعاني حالياً من وجود سعرين: واحد رسمي وآخر مخفي يقل عنه بنسبة 15 إلى 20 دولاراً للبرميل، مع استمرار هذا الوضع في المستقبل القريب، حيث تبقى السيطرة في يد الولايات المتحدة بناءً على مستوى الضغوط المفروضة على الناقلات.
ملخص الخبر
شهدت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً أقل من 1% عقب تشديد الحصار الأمريكي على فنزويلا، مع قدرة السوق على التعويض من خلال الإنتاج الأمريكي القياسي و"أوبك بلس"، بينما تواجه فنزويلا خسائر كبيرة وتضخم مرتفع، وسط تراجع محتمل لأسطول الظل وتأثير على الطلب الصيني.
