في تصعيد حاد للتوترات التجارية بين بكين وواشنطن، أعلنت الحكومة الصينية على لسان وزارة التجارة أنها "ستقاتل حتى النهاية" وستتخذ إجراءات مضادة لحماية مصالحها، وذلك ردًا على تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية، اعتبارًا من الأربعاء القادم، إذا لم تتراجع بكين عن رسومها الانتقامية المقدرة بـ34% على السلع الأمريكية.
وأكد بيان الوزارة أن "تصعيد الولايات المتحدة المتكرر للتهديدات التجارية يكشف مجددًا عن طبيعة الابتزاز التي تنتهجها واشنطن"، مشددة على أن بكين لن تقبل بهذا السلوك تحت أي ظرف، وأنها جاهزة للرد الكامل إذا استمرت الولايات المتحدة في هذا النهج.
خطط صينية للرد: حزمة إجراءات تشمل الحظر والتصعيد في القطاعات الحساسة
وفي سياق الاستعداد للرد، كشفت وسائل إعلام صينية أن السلطات الصينية أعدّت ما لا يقل عن ستة إجراءات لمواجهة أي خطوات أمريكية جديدة. وتشمل هذه الإجراءات حظر عرض الأفلام الأمريكية في الصين، وفتح تحقيقات حول الأرباح التي تحققها الشركات الأمريكية من حقوق الملكية الفكرية داخل السوق الصينية، بالإضافة إلى خطوات انتقامية في قطاع الخدمات.
كما تتجه بكين إلى فرض رسوم إضافية على المنتجات الزراعية الأمريكية، إلى جانب حظر استيراد الدواجن القادمة من الولايات المتحدة، ووقف التعاون الثنائي في ملف المواد المخدرة الصناعية مثل الفنتانيل. إلا أن التقرير لم يحدد توقيت إعلان هذه الإجراءات رسميًا، وسط استمرار تهديدات ترامب التي أمهل فيها الصين حتى يوم 8 إبريل للتراجع عن رسومها الانتقامية.
هل أنت مستعد للتداول بناءً على توقعاتنا الخاصة بالفوركس؟ لقد قمنا بإدراج أفضل منصات التداول الموثوقة في العملات لتتمكن من الاطلاع عليها.
دعم حكومي للأسواق: شركات صينية كبرى تضخ استثمارات في الأسهم لتهدئة الأسواق
في محاولة لاحتواء تداعيات التصعيد التجاري على السوق المالية، أعلنت عدة شركات استثمار قابضة مملوكة للدولة عن عزمها زيادة حيازاتها من الأسهم المحلية. وأكدت شركة "تشاينا ريفورم هولدينغز" أنها ستضخ استثمارات بقيمة 80 مليار يوان (ما يعادل حوالي 10.95 مليار دولار) في أسهم شركات مملوكة للدولة وشركات تكنولوجيا وصناديق المؤشرات.
كما أعلنت مجموعة "تشاينا تشنغتونغ هولدينغز" وشركة "تشاينا إلكترونيكس تكنولوجي جروب" عن خطط مماثلة لتعزيز استقرار السوق. من جهته، أكد صندوق "سنترال هويجين للاستثمار" التابع للدولة أنه سيزيد من حيازاته دعماً للأسواق، وهو ما لقي تأييدًا من بنك الشعب الصيني، الذي أعلن بدوره استعداده لتوفير "دعم كبير لإعادة الإقراض" إذا تطلب الأمر ذلك.