الفيدرالي الأمريكي يخفض معدلات الفائدة وردود أفعال متباينة للأسواق المالية
في خطوة مفاجأة للأسواق قام الفيدرالي الأمريكي بالأمس بتخفيض معدلات الفائدة لتصل الي 1.25%، وفي بيان مصاحب للقرار، قال بنك الاحتياطي الفيدرالي إن العوامل الأساسية للاقتصاد الأمريكي لا تزال قوية ولكن لاحظ أن فيروس كيورنا يشكل مخاطر متنامية على النشاط الاقتصادي، وأضاف البنك المركزي أنه يراقب عن كثب التطورات وتداعياتها على التوقعات الاقتصادية وسيستخدم أدواته ويعمل حسب الاقتضاء لدعم الاقتصاد المحلى والعالمي، ومع ذلك، أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خلال مؤتمر صحفي لاحق إلى أن الحوافز الإضافية ستأتي في شكل تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة بدلاً من أدوات مثل التيسير الكمي، وجاءت هذه الخطوة المفاجئة التي قام بها مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعد فترة وجيزة من إصدار رؤساء البنوك في أكبر اقتصادات العالم بيانًا تعهدوا فيه باستخدام "جميع الأدوات السياسية المناسبة" لمعالجة التداعيات الاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المميت، حيث قام باول ووزير الخزانة ستيفن منوشين مكالمة هاتفية مع وزراء مالية مجموعة السبع ومحافظي البنوك المركزي لمناقشة أثار تفشي فيروس كورونا، وفي البيان الذي صدر عقب الدعوة، أكد رؤساء مالية مجموعة السبعة مجددًا التزامهم باستخدام "جميع أدوات السياسة المناسبة لتحقيق نمو قوي ومستدام وحماية ضد المخاطر السلبية".
تباين في أداء الأسهم الآسيوية على الرغم من تخفيض سعر الفائدة الأمريكية
شهدت الأسهم الآسيوية أداء مختلط، خلال تداولات الاسبوع الحالي، بالرغم من تخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية بالأمس في خطوة واضحة لتخفيف الآثار الاقتصادية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، حيث أظهرت إصابات فيروس كورونا علامات على التراجع في الصين مع 38 حالة وفاة جديدة، ليصل العدد الإجمالي للضحايا إلى 2981، وارتفع إجمالي عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المؤكد في كوريا الجنوبية إلى أكثر من 5300 حالة. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هناك ما لا يقل عن 91،700 حالة مؤكدة من الفيروس على مستوى العالم، وقد ارتفع مؤشر شانجهاي الصيني 18.77 نقطة، أو 0.63 في المائة، ليصل إلى 3011.67، وذلك عقب تجاهل المستثمرون نتائج استطلاع خاص أظهر أن قطاع الخدمات في الصين أسوأ شهر في شهر فبراير. حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات الخدمي إلى 26.5 من 51.8 في يناير، وتراجع مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 0.24 في المئة إلى 26222.07، كذلك ارتفعت الأسهم اليابانية بشكل طفيف حتى عندما أظهرت بيانات مسح من IHS Markit تقلص قطاع الخدمات في اليابان بأقوى معدل منذ أبريل 2014. حيث انخفض مؤشر مديري خدمات المشتريات إلى 46.8 في فبراير من 51.0 في يناير.
وارتفع مؤشر نيكي بنسبة 17.33 نقطة ليصل إلى 21،100.06، في حين أن مؤشر توبيكس الأوسع نطاقًا انخفض بنسبة 0.17 في المائة إلى 1502.50. وارتفع سهم Fast Retailing بنسبة 1.2 في المائة بعد الإبلاغ عن ارتفاع مبيعات المتجر في فبراير، أما عن الأسواق الأسترالية فقد جاءت منخفضة بشكل حاد لتصل إلى أدنى مستوى إغلاق منذ ستة أشهر وسط عمليات بيع جماعية. حيث تجاهل المستثمرون تقريرًا حكوميًا يوضح أن الاقتصاد الأسترالي نما بأكثر من المتوقع في الربع الرابع. بنسبة 0.5 في المئة، متجاوزا التوقعات لنمو 0.3 في المئة، وعلى أساس سنوي، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.2 في المائة، وهو أسرع من النمو المتوقع البالغ 2 في المائة.
وقد انخفض مؤشر S&P/ASX 200 الرئيسي بمقدار 110.30 نقطة أو 1.71 في المائة، إلى 6325.40، في حين أنهى مؤشر All Ordinaries الأوسع نطاقاً بانخفاض 113.10 نقطة، أو 1.74 في المائة، عند 6،398.50، وقد تراجعت البنوك الأربعة الكبرى بين 2.5 بالمائة و 3.7 بالمائة، وذلك بعد يوم من قيام بنك الاحتياطي الأسترالي بخفض سعر الفائدة إلى مستوى قياسي جديد بلغ 0.5 بالمائة، وقد فقد خسرت أسهم شركات Origin Energy و Oil Search و Santos و Woodside Petroleum ما بين 2 و 3 بالمائة، بينما تراجعت أسهم CSL بنسبة 2.2 بالمائة في قطاع الرعاية الصحية.
الأسهم الأوروبية تزيد من مكاسبها وسط توقعات بمزيد من التحفيز من قبل المركزي الأوروبي
ارتفعت الأسهم الأوروبية بشكل حاد خلال تداولات اليوم الأربعاء لتمديد مكاسبها من الجلسة السابقة بعد أن أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن تخفيض طارئ في سعر الفائدة في محاولة غير عادية لاحتواء التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا، مما أثار التكهنات بأن البنك المركزي الأوروبي سوف يستجيب لتخفيض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خاصاً للحفاظ علي البيانات الإيجابية القادمة من المنطقة الأوروبية، حيث نما النشاط التجاري في منطقة اليورو بأسرع وتيرة في ستة أشهر في فبراير، و ارتفع مؤشر مديري المشتريات إلى 51.6 من 51.3 في يناير، كذلك أظهرت بيانات من يوروستات أن مبيعات التجزئة في منطقة اليورو قد توسعت في يناير، مما عكس الانخفاض في الشهر السابق، حيث إرتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.6 في المئة عن شهر ديسمبر، كذلك نما الاقتصاد البريطاني بأسرع معدل له منذ سبتمبر 2018 خلال الشهر الماضي على خلفية قفزة في نشاط البناء، وارتفع مؤشر مديري المشتريات في المملكة المتحدة إلى 53.0 في فبراير من 52.8 في يناير، على الرغم من الخسائر الطفيفة في في قطاعات الخدمات والتصنيع، وعلي صعيد الأسهم ارتفع مؤشر Stoxx 600 الأوروبي بنسبة 1 بالمائة ليصل إلى 384.99 بعد ارتفاعه بنسبة 1.4 بالمائة في الجلسة السابقة، وارتفع مؤشر داكس الألماني ومؤشر كاك 40 الفرنسي ومؤشر فاينانشال تايمز 100 في المملكة المتحدة بين 1 في المائة الي 1.5 في المائة.
واكتسبت أسهم فولكس فاجن 1.5 في المئة بعد كشفها عن النظرة الأولى لسيارة الدفع الرباعي المدمجة الجديدةSUV ID.4 الكهربائية بالكامل، وهي سيارة قريبة من الإنتاج، وارتفعت شركة Evonik Industries للكيماويات بأكثر من 1 في المائة بعد ارتفاع صافي دخلها في الربع الرابع بشكل كبير إلى 160 مليون يورو من 4 ملايين يورو في العام السابق، وأخيراً ارتفع سهم Brenntag الموزع للمواد الكيماوية بنسبة 3.2 في المئة بعد ارتفاع أرباحه المالية في عام 2019.
وقد ارتفعت أسهم DS Smith بنسبة 2٪. بعد أن أعلنت شركة التعبئة والتغليف أن الأرباح مستمره في التقدم بشكل جيد على الرغم من عدم اليقين بالاقتصاد العالمي، وإرتفعت أسهم Legal & General 1.5 في المئة. بعد أن أعلنت شركة التأمين العملاقة عن ارتفاع أرباحها التشغيلية بنسبة 12٪ في عام 2019، كذلك ارتفعت أسهم Wizz Air Holdings بنسبة 4 في المئة، حيث أعلنت شركة الطيران إنها نفذت تدابير "لمعالجة الآثار المالية المترتبة علي فيروس كيرونا".
الأسواق المالية بالولايات المتحدة تغلق منخفضة بشكل حاد بعد التخفيض المفاجئ في سعر الفائدة
بعد أن شهدت تقلبات كبيرة خلال الاسبوع الحالي، تحركت الأسهم الأمريكية هبوطيًا بشكل حاد على مدار يوم التداول يوم الثلاثاء الماضي، حيث أنهت المؤشرات الرئيسية التداول في المنطقة السلبية ولكن بعيدًا عن أدنى مستوياتها في الجلسة. حيث هبط مؤشر داو جونز 785.91 نقطة أو 2.9 في المئة إلى 2517171، وهبط مؤشر ناسداك 268.07 نقطة أو 3 في المئة إلى 8684.09 وتراجع مؤشر S&P 500 86.86 نقطة أو 2.8 في المئة إلى 3،003.37، وجاءت عمليات البيع في وول ستريت بعد أن أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن قرار مفاجئ بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 1.25 في المائة.
و كان من المتوقع على نطاق واسع أن ينتظر بنك الاحتياطي الفيدرالي حتى اجتماع السياسة النقدية المقبل في وقت لاحق من هذا الشهر للإعلان عن خفض سعر الفائدة، و يُنظر إلى هذه الخطوة جزئيًا على أنها محاولة لتهدئة الأسواق في أعقاب تفشي فيروس كورونا، لكنها ربما تكون قد أثارت مخاوف بشأن مدى تأثير البنك المركزي على الاقتصاد الكلي، وقال الرئيس ترامب في منشور على موقع تويتر "دفعنا بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع معدلات الفائدة بأعلى من غيرها، بينما يتعين علينا أن نقللها "و أضاف "يجب أن يكون العكس هو الصحيح. يجب تخفيف وخفض معدل الفائدة بشكل كبير ". وقد دعا ترامب إلى المزيد من "التسهيلات والتخفيضات" بعد خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وحث المركزي على "أن يتماشى مع البلدان المنافسين الآخرين"؟
وعلي صعيد السوق الأمريكية، شهدت أسهم خدمات النفط ضعفًا كبيرًا، حيث جاء الانخفاض الحاد في أسهم شركات النفط على الرغم من أن سعر النفط الخام ارتفعت 0.43 دولار إلى 47.18 دولار للبرميل، كما ساهم تخفيض سعر الفائدة المفاجئ من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في ضعف كبير بين الأسهم المصرفية، حيث انخفض مؤشر بنك KBW بنسبة 4.6 في المائة، كما أظهرت أسهم التكنولوجيا أيضًا تراجعًا كبيرًا حيث انخفض مؤشر داو جونز الأمريكي للتكنولوجيا بنسبة 4.4 بالمائة، وشهدت قطاعات النقل والرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية أيضًا ضعفًا ملحوظًا، حيث انخفضت إلى جانب معظم القطاعات الرئيسية الأخرى، وفي الوقت نفسه، خالفت أسهم شركات الذهب الاتجاه الهبوطي في وول ستريت، مما دفع مؤشر NYSE Arca Gold Bugs Index لأعلى بنسبة 4.4 في المئة، وجاء ارتفاع أسهم شركات الذهب وسط زيادة حادة في سعر المعدن الثمين، حيث ارتفع سعر الذهب 49.60 دولار إلى 1644.40 دولار للأوقية.