على الرغم من الشائعات والتقارير التي تفيد بأن "المرحلة الأولى" من الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين تسير بشكل جيد، يبدو أن المفاوضات قد اتخذت موقفاً مضطرباً، حيث هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى على البضائع الصينية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. وجه الرئيس ترامب التهديدات خلال اجتماع لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء. تم نشر شائعات بأن كلا من بكين وواشنطن قد وافقتا على إلغاء بعض التعريفات الحالية في وقت واحد، لكن الرئيس ترامب قال إنه لم يقدم مثل هذا الالتزام.
علقت وزارة التجارة الصينية بأن إلغاء التعريفات الحالية هو عنصر حاسم في أي صفقة تجارية. رداً على ذلك، طلبت واشنطن كميات أكبر من المشتريات من قطاعات الخدمات المالية والزراعة وغيرها، رغم أنه لم يتم تأمين هذا الالتزام من الصين حتى الآن. كما طلبت الولايات المتحدة من الصين أن تتخذ تدابير إضافية فيما يتعلق بحماية الملكية الفكرية، وهي قضية ظلت منذ فترة طويلة نقطة الخلاف في المفاوضات.
في الوقت الحالي، فرضت الولايات المتحدة تعريفة على ما يقرب من 500 مليار دولار من البضائع الصينية، في حين أن الصين فرضت تعريفة على حوالي 110 مليارات دولار من الواردات الأمريكية. وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، جمعت الولايات المتحدة ما يصل إلى 63 مليار دولار من الرسوم الجمركية حتى يونيو، مع ارتفاع الأرقام على أساس شهري في الربع الأخير من عام 2019. ومع ذلك، يزعم المحللون أن أصحاب الأعمال هم الذين يتحملون عبء هذه الرسوم، على الرغم من اداعاءات ترامب بعكس ذلك، وأن تمديد التعريفة على المدى الطويل يمكن أن يضر كل من أصحاب الأعمال والمستهلكين بشدة.
ومما زاد الأمور تعقيدا أيضا صدور تشريع أقره مجلس الشيوخ الامريكي يوم الثلاثاء يدعم المحتجين في هونج كونج وهي خطوة قد تؤدي الى انتقام من الصين. ومع ذلك، فإن مشروع القانون يتطلب موافقة مجلس النواب وختم من الرئيس ترامب قبل أن يصبح قانونا.
استجابت الأسواق الآسيوية للاضطرابات السياسية بالتوجه نحو الانخفاض يوم الأربعاء، حيث انخفضت جميع المؤشرات الرئيسية في منتصف الظهيرة. انخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 1.11% اعتبارا من الساعة 2:21 مساء بتوقيت هونج كونج. في حين انخفض مؤشر هانج سينج في هونغ كونغ بنسبة 0.55%. وتراجع مؤشر ASX 200 الأسترالي بنسبة 1.35%، وانخفض مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 0.62%.
في أسواق العملات، كان الدولار مرتفعاً بشكل طفيف مقابل شركائه التجاريين الرئيسيين، حيث انخفض كل من الجنيه واليورو مقابل الدولار. تراجع الدولار مقابل الين، حيث تم تداوله عند 108.51، لكن مؤشر الدولار تمكن من البقاء في المنطقة الخضراء، حيث ارتفع بنسبة 0.05% إلى 97.90.