التوترات الجيوسياسية متمركزة بشكل كبير حول منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص إيران. الحملة الإنتخابية الرئاسية الناجحة لدونالد ترامب بنيت جزئياً على استنكار "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA)، والتي تعرف بالإتفاقية النووية الإيرانية، والتي أكملت عام 2015 تحت إدارة أوباما، وأدت إلى رفع العقوبات الإقتصادية الأمريكية عن إيران. منذ أنو تولى دونالد ترامب الرئاسة، واصل كلامه بشأن كون هذه الصفقة هي "أسوء إتفاقية على الإطلاق"، وفي نفس الوقت، يرسم صورة إيران كدولة رئيسية راعية للإرهاب.
على الرغم من الشهادة بأن إيران ملتزمة ببنود اتفاقية JCPOA، فقد قام ترامب بفرض عقوبات غير نووية على إيران، واستهدفت آخرها 18 شخصية ومجموعة إيرانية تتراوح من الشركات الموجودة في إيران والتي يقال بأنها تدعم برنامج الطائرات بدون طيار هناك، أو مزودي المعدات البحرية في تركيا. كان يتوقع أن يرتفع سعر النفط الخام نتيجة لذلك، وبالفعل، بتاريخ 19 يوليو، بعد الإعلان بيوم، ارتفع خام WTI إلى فوق المستوى 47$ قبل أن يتراجع بسرعة إلى المستوى 45$ بعد يومين من التقارير بزيادة الإنتاج من منظمة أوبك.
تصاعدت وتيرة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ أن وصل ترامب إلى البيت الأبيض، وسوف يكون من المثير للإهتمام أن نرى كيف تتفاعل الأسواق مع تولي الرئيس الإيراني "حسن روحاني" – الذي أعيد انتخابه بنصر كبير—في شهر مايو، والذي سوف يتولى منصبه رسمياً بتاريخ 5 أغسطس. "فور أن حقق روحاني نصره في شهر مايو، عوض سوق الأسهم في طهران 5% من الخسائر منذ بداية 2017" بحسب "جميل أحمد" نائب رئيس البحوث السوقية لدى FXTM، وأضاف: "مع موقف روحاني الإصلاحي ونهجه المفتوح نحو بقية العالم، سوف يقوم المستثمرين بتتبع تأثير رئاسته. ميول المستثمرين تجاه إيران، وسعر النفط والغاز سوف يكون لها إهتمام خاص. بفضل الدفع الإيجابي لروحاني تجاه زيادة إنتاج النفط والعودة بالإقتصاد إلى مستويات ما قبل العقوبات، من الممكن أن تعتبر إيران وجهة استثمارية محتملة للشركات الأجنبية".
مجموعة شركات الطاقة الفرنسية، توتال، بالإضافة إلى شركة البترول الوطنية الصينية، وقعوا إتفاقية بقيمة مليارات الدولارات مع إيران في بداية شهر يوليو للإستمرار بتطوير حقل "ساوث بارز" للغاز. الصفقة التي تمتد لعشرين عام تتماشى مع زيادة التركيز العالمي من أوروبا والصين، التركيز الذي يعارض تماماً أجندة ترامب الإنعزالية. هذا الإستثمار الأجنبي الكبير في إيران لا ينتهي هنا، حيث قال "جولاميرزا مانوشيرهري" معاون التطوير والهندسة في شركة النفط الوطنية الإيرانية، بأن الرئيس روحاني وضع هدف توقيع 10 إتفاقيات أخرى من هذا النوع قبل السنة الإيرانية الجديدة (20 مارس 2018).
في حين أن تنصيب روحاني بتاريخ 5 أغسطس من المحتمل أن يشجع التقلبت في أسواق النفط على المدى القصير، إلا أن التأكيد الرسمي على رئاسته سوف يكون عنواناً رئيسياً وسوف يؤثر في الميول الجيوسياسية. تنبئ رسالته بمستقبل اقتصادي مزدهر في إيران، والذي سوف يكون قوة دافعة لأسعار النفط على المدى الطويل وسوف يجذب انتباه متداولي ومستثمري العملات. حالياً، النفط يتأثر أثر بقرار منظمة أوبك، مثل تلك التي شهدناها بتاريخ 24 يوليو، حيث وافقت السعودية ونيجيريا على المزيد من الخفض والحد في الإنتاج من قبل الدولتين، على التوالي.
هناك العديد من العوامل السياسية والخارجية المتعلقة بإيران، طالما أن الدولة تحافظ على علاقات قوية بالجارة قطر التي تتعرض للمقاطعة، والتي تشترك معها في حقل "ساوث بارز" للغاز، فإن التقلبات في أسواق النفط والعملات لا يمكن استثنائها.
مع هذا، مع تقدم الإصلاحات الإقتصادية من روحاني، هناك احتمالية بأن المتداولين في مجال النفط ومجال فوركس، سوف يبدؤون بالنظر إلى إيران بإيجابية أكثر. وحدة الوقت سوف يبين ما هو الموازن الأكبر بالنسبة لأسواق النفط. في هذه الأثناء، في كل مرة تتصدر فيها إيران أو الرئيس روحاني العناوين الرئيسية، سوف يركز المستثمرين.
إخلاء مسؤولية: المحتوى في هذا المقال يتضمن آراء وأفكار شخصية ولا يجب اعتباره على أنه يحتوي على نصيحة شخصية و/أو أي نوع آخر من النصائح الإستثمارية و/أو عرض و/أو تشجيع على أي معاملة في الأدوات المالية و/أو ضمانات و/أو توقعات بأداء مستقبلي. شركة FXTM وشركائها ووكلائها ومدرائها والعاملين فيها لا يضمنون دقة أو صلاحية أو توقيت أو إكتمال أي من المعلومات أو البيانات المقدمة، ولا يتحملون أي مسؤولية بشأن أي خسارة تنتج عن الإستثمار المبني عليها.
تحذير من المخاطر: هناك درجة عالية من المخاطر مرتبطة بالتداول بالمنتجات ذات الرافعة المالية مثل فوركس والعقود مقابل الفروقات. عليك أن لا تخاطر بأكثر مما تتحمل خسارته، من الممكن أن تخسر مبلغ أكبر من استثمارك الأولي. عليك أن تتداول إلا بعد أن تكون على فهم كامل بالمدى الحقيقي لتعرضك لخطر الخسائر. عند التداول، عليك دائماً أن تأخذ بالإعتبار مستوى خبرتك. إن كانت المخاطر الموجودة غير واضحة بالنسبة لك، يرجى الحصول على نصائح مالية مستقلة.