فاجئ البنك الأوروبي المركزي الأسواق و خيب ظنها، حيث أن رئيس البنك "ماريو دراغي" أعلن عن تمديد برنامج التيسير الكمي و خفض معدلات الفائدة على الودائع بنسبة 0.10%. لم يكن أي من الإجرائين واسع أو عميق بالدرجة التي كان يتوقعها الكثير من المحللين بناءاً على تصريحات رئيس البنك قبل بضعة أسابيع، عندما أشار إلى أن البنك سوف "يقوم بما عليه القيام به" لدعم التضخم في منطقة اليورو. إرتفع اليورو بشكل حاد مباشرة نتيجة لهذا الأمر، بحوالي 2% مقابل الدولار الأمريكي و الين الياباني، و بحوالي أقل من ذلك مقابل الجنيه الإسترليني. قبل الإعلان بقليل، كان اليورو يتداول عند أدنى مستوى له خلال عدة أشهر مقابل الدولار الأمريكي.
على الرغم أن السيد دراغي أعلن عن تمديد برنامج التيسير الكمي لفترة 6 أشهر حتى مارس 2017، بالإضافة إلى توسعة نطاق الأصول المشتراه إلى الأوراق الحكومية المحلية و الإقليمية، إلا أنه لم يكن كافياً على الإطلاق لملاقاة توقعات السوق. التقلبات تفاقمت بحقيقة أن الكثير من المشاركين كان في وضعية قصيرة، بتحفيز من المحللين السوقيين مثل جولدمان ساشس الذين توقعوا بشكل واثق تحرك بنفس القوة و لكن في الإتجاه الآخر، بالإضافة إلى العديد من البنوك التي توقعت خفض معدلات الفائدة بمقدار 20 نقطة أساسية بدلاً من 10. أدى هذا الأمر إلى ضغط الوضعيات القصيرة في فوركس و الذي ظهر سريعاً مع إفتتاحي لندن، مما أدى إلى إرتفاع اليورو بشكل كبير، و وصل إلى سعر قريب جداً من 1.09. الأسهم تعرضت لضغط على مستوى عالمي، و لكن في أوروبا بشكل خاص.
قدمت "فانانشال تايمز" في لندن ملاحظة مثيرة، حيث إدعت قبل 5 دقائق من الإعلان بأن لديها معلومات داخليه بأنه لن يكون هناك أي خفض على معدلات الفائدة. و قد صدمت الجريدة بعد 5 دقائق عندما جاء الإعلان بخفض على معدلات الفائدة. على أي حال، تسبب التسريب بإرتفاع اليورو بشكل كبير قبل الإعلان، و بعد ذلك تراجع إلى سعر أدنى عندما تم الإعلان الفعلي، قبل أن يرتفع مرة أخرى بشكل حاد و يتجاوز الإرتفاع السابق.
عند الساعة 14:30 بتوقيت غرينيتش، النطاق اليومي لزوج اليورو/الدولار الأمريكي كان 372 نقطة، أوسع نطاق سجل في هذا الزوج منذ 24 أغسطس هذا العام. في ذلك اليوم، تم الوصول إلى أعلى مستوى للسعر خلال العام عند 1.1700 وسط تصاعد قوي على اليورو: هل من الممكن أن هذا الأمر حدث اليوم، نصل إلى أدنى مستوى خلال 7 أشهر عند 1.0514، و الذي سوف يصمد كذلك لعام آخر و يشير إلى تغير كبير في النمط؟ قد يبدو هذا الأمر سيناريو غير محتمل، حيث يتوقع الإعلان عن بيانات رئيسية يوم الجمعة و توقع أول عملية رفع لمعدلات الفائدة خلال ما يقارب العقد من الزمان، لا يمكن تكهن أسعار الإغلاق هذا الأسبوع.