على الرغم من أن إعلان البنك الفدرالي يوم الخميس بالإبقاء على معدلات الفائدة قريبة من الصفر لم يكن مفاجئاً للكثير من المحللين، إلا أن السوق لم يعرف كيف يتجاوب مع الخبر. على الرغم من أن وول ستريت تقدم بحوالي 1% قبل إعلان لجنة السوق الفدرالية المفتوحة في نمط عرف على أنه "إنجراف ما قبل إعلان لجنة FOMC" إلا أنهم تأخروا قليلاً بعد الإعلان، على الرغم من أن التراجع لم يكن بالشدة التي كان يتوقعها المتشائمون.
شهدت جلسة التداولات الآسيوية تأرجحات واسعة في الأداء، مع خسارة مؤشر Nikkei في بورصة طوكيو للأسهم أكثر من 1%، في حين تقدم مؤشر Shanghai المركب بنسبة 0.4%، و يعود ذلك بدرجة كبيرة إلى البيانات المعلن عنها من مكتب الإحصاءات المطني الذي أكد إرتفاع مبيعات المنازل الجديدة في شهر أغسطس للشهر الرابع على التوالي.
مالذي يعنيه هذا الأمر بالنسبة للدولار الأمريكي؟
مع الكثير من التقلبات في الأسواق العالمية، يكون من الهام جداً الإنتباه إلى أسعار صرف العملات، خصوصاً بالنسبة للدولار الأمريكي، لأن الدولار الأمريكي القوي يستطيع أن يتسبب بالكثير من الأمور بالنسبة للشركات الموجودة في الولايات المتحدة، و الذي بدوره قد يعني ضخ دولارات أقل إلى الإقتصاد العالمي. على الرغم من أن الدولار قد لا يتقلب بشكل كبير حالياً، ربما يكون هناك تحضير لما هو خفي من الإعصار، و المتداولين الذين لا يراقبون هذه العملة بدقة قد يتعرضون لخسائر كبيرة. أي شخص يتداول بأزواج العملات الغريبة أو يستثمر في الأسواق الناشئة يجب أن يكون قلقاً بشأن الدولار القوي و مالذي سوف يعنيه هذا الأمر بالنسبة للتداول. البقاء خارجاً بالنسبة للأزواج الغريبة لفترة من الزمن قد يكون فكرة جيدة.
من المهم كذلك أن ندرك بأنه فقد بسبب أن البنك الفدرالي لم يقم برفع معدلات الفائدة لا يعني بأن التأجيل سوف يستمر حتى العام القادم، هناك الكثير من المضاربين الذين يراهنون على حقيقة أن عملية رفع المعدلات سوف تتم خلال 2015.
من المثير للسخرية، بأن "جانيت يللين" عزت "إرتفاع الغموض في الخارج و المسار الأضعف قليلاً للتضخم" كعوامل محفزة لقرار البنك الفدرالي، و لكن المتداولين يقولون بأن القرار عمل على زيادة الغموض بشكل أكبر، خصوصاً بالنسبة للمتداولين الذين لديهم إستراتيجية تداول عالمية.