أثناء انتخابه لرئاسة حزب المحافظين (وبالتالي منصب رئيس الوزراء) وعد بوريس جونسون بشكل مستمر أن المملكة المتحدة سوف تغادر الإتحاد الأوروبي مع أو بدون صفقة بتاريخ 31 أوكتوبر 2019 "أفعل أو مت" (ما كان يعنيه بكلمة "مت" بالطبع متروك لخيال القارئ). ولكن، عندما أصبح واقع قوي أنه سوف يفوز على منافسه في الإنتخابات، جيرمي هانت، كان هناك تغير في خطاب بوريس ليقول بأن فرص مغادرة
المملكة المتحدة للإتحاد الأوروبي من دون صفقة كانت "واحد إلى مليون" – رئيس الوزراء الجديد معروف بحبه للمبالغة وتقديم القليل من التفاصيل.
في حين أن الأغلبية العظمى من نواب حزب المحافظين الآن، كرهاً أو غير ذلك، يدعمون بريكست ويوافقون على أن الحزب عليه تقديم بريكست، إلا أنه ما تزال الفئة التي تعتقد بأن بريكست "بدون صفقة" هو نتيجة مقبولة، ما تزال أقلية. ولكن كان على جميع أعضاء حكومة جونسون الموافقة على ذلك.
في أعادة التوزيع التي تبعت قيادته للحزب، قام جونسون بتعيين منافسه، مايكل جوف، في منصب مستشار دوق لانستر، وجعله مسؤولاً عن التجهيز للخروج بدون صفقة. أحد التصريحات الأولى للسيد جوف كانت أن الحكومة تفترض الخروج بدون صفقة على أنه نتيجة محتملة. ولكن، في اليوم التالي مباشرة، عارضه رئيسه قائلاً:
"لا. بالطبع لا. افتراضي هو أننا قادرين على الحصول على صفقة جديدة، نحن نستهدف صفقة جديدة. ولكن، بالطبع، مايكل مصيب تماماً بأن من مسؤولية أي حكومة أن تتجهز لعدم وجود صفقة إن اضطررنا فعلاً لذلك".
ولكن، كان جونسون قد أشار أنه سوف يتحرك "ألف ميل إضافي من أجل الحصول على صفقة"، وقال كذلك بأنه لن يدخل في محادثات مع الإتحاد الأوروبي إلا إن وافقوا على التخلي عن موضوع الدعم الإيرلندي – الأمر الذي استثناه الإتحاد الأوروبي بشكل ثابت لأسباب واضحة جداً. إن كان هذا هو الموقف الحقيقي لجونسون (علامة استفهام كبيرة) عندها فإن الخروج بدون صفقة يعتبر نتيجة حتمية إلا إن تمكن البرلمان من منعها. عدد من الأعضاء الكبار في حكومة ماي يخططون للعمل مع المعارضة للقيام بذلك.
أحد المدارس الفكرية هي أن جونسون يهيئ نفسه للمطالبة بإنتخابات مبكرة في الخريف، وضع اللوم في موضوع عدم وجود صفقة على نظرائه الأوروبيون في مناورة انتخابية.
بناءاً على المؤشرات المختلطة من الحكومة، يكون من غير المفاجئ أن الجنيه الإسترليني تراجع إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار خلال 28 شهر.