كان السبب وراء بريكسيت هو الخلاف طويل الأجل في الآراء بين أعضاء البرلمان من حزب المحافظين الرئيسي ومن يقابلهم ممن يعرفوا بإسم "المشككين باليورو". تقرح الموضوع بدرجات مختلفة من المشاكل لقيادة الحزب منذ مارجرت تاتشر. مناورة ديفيد كاميرون كانت مراهنتهم من خلال إجراء استفتاء الإتحاد الأوروبي متأكداً (والذي تبين بأنه مخطئ) من أن البلاد سوف تدعم البقاء في الإتحاد الأوروبي وأن المشككين باليورو وحزب UKIP سوف يصبحوا غير مهمين – حسناً، لقد كان نصف مصيب إذاً!
منذ التصويت، كان هناك مجموعة من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين يطلق عليها "مجموعة البحوث الأوروبية (ERG)" (على الطرف اليميني من الحزب ومن المشككين باليورو بالتأكيد) اعتبروا بشكل واسع أنهم يضغطون للحصول على الإجماع من قبل الحزب لتبني سياسات بشأن بريكست مناسبة أكثر لتطلعاتهم. كانوا وراء التصويت بعدم الثقة تجاه السيدة ماي وضمنوا أن صفقتها للإنسحاب سوف ترفض بشكل مهين. لا توجد لديهم مشكلة مع (إن لم يؤيدوا فعلياً) بريكست بدون صفقة. بشكل متزايد، قام أعضاء البرلمان من حزب المحافظين والنبلاء بإسماع أصواتهم في معارضتهم لمجموعة ERG، مشيرين إلى أنهم ليسوا من أعضاء حزب المحافظين الحقيقيين.
على الطرف الآخر من المجلس، يعتقد العديدون بأن جيريمي كوربين فعلياً يفضل بريكست، على الرغم من معارضة حزبه الصارمة لذلك، ويعتقدون بأنه يراه طريقة لتطبيق الأجندة الإشتراكية التي تمنعها عضوية الإتحاد الأوروبي (يشير العديد إلى أن ما يسعى له يتماشى مع عضوية الإتحاد الأوروبي). غضبهم يأتي من أنه لم يدعم بعد "تصويت الشعب" كطريقة للخروج من المأزق في البرلمان في حين أنه يستمر بالإصرار على أنه "خيار مطروح". هناك عدم ارتياح وسط بعض أعضاء حزب العمال بشأن العدائية تجاه بعض المجموعات ضمن الحزب وبينوا عضبهم أن موضوع معاداة السامية لم يتم التعامل معه بطريقة مناسبة ونهائية. قاد هذا الأمر مجموعة من 7 (الآن أصبحوا 8) من أعضاء البرلمان في حزب العمال إلى مغادرة الحزب يوم الإثنين والجلوس في مجلس العموم كمجموعة من الأعضاء المستقلين.
في حين أن انشقاق مجموعة من 8 أعضاء مؤيديين للإتحاد الأوروبي لا يعد أمر خطير، إلا أنه يعتقد بأن العديد من أعضاء حزب العمال قد يكونوا على استعداد للإنضمام لهم إن لم يغير كوربين توجهه. كما يعتقد بشكل قوي أن عدد من أعضاء حزب المحافظين الهاميين قد يكونوا على استعداد كذلك للإستقالة والإنضمام إلى المجموعة. هذا الأمر مهم لأنه يشير إلى العديد في البرلمان وفي البلاد بأكملها غير راضيين عن التحول نحو اليسار من قبل حزب العمال بقيادة كريبون والميول اليمينية المتحررة في حزب المحافظين. قد يكون على كلا القائدين تغيير استراتيجياتهم إن لم يرغبوا بمشاهدة المعتدلين يغادرون أحزابهم.