جدل بريكست (يرجى منح كلمة "جدل" أكبر مدى)، تعرض للنقد الكبير على جانبيه بسبب عدم الدقة، والتخويف والكذبات المستمرة. على جانب المغادرة، كانت الكذبة الأكثر فضاحة ووضوح هي أن مغادرة الإتحاد الأوروبي تعني بأن 350 مولين جنيه أسبوعياً سوف تقدم لبرنامج الصحة الوطني بدلاً من دفعها للإتحاد الأوروبي، ويأتي بعدها مباشرة فكرة أن التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع الإتحاد الأوروبي سوف يكون أسهل توقيع على اتفاقية في تاريخ البشرية. على جانب البقاء، كانت بعض التوقعات الإقتصادية المتعلقة بالمغادرة مبالغ فيها من حيث أنها سوف تكون مباشرة، ولم تأخذ بالإعتبار نقطة مهلة المادة 50 وفقاً لإتفاقية ليشبونة، والتي تضمنت فترة عامين. المغادرون قاموا بعمل جيد بتصوير موقف داعموا البقاء على أنه "مشروع تخويف"، ولكن مع مضي الوقت نحو تاريخ المغادرة 29/3/19، فإن العديد من هذه "المخاوف" تتضح بأنها واقعية.
قام صندوق النقد الدولي بتقليل توقعات النمو للمملكة المتحدة من 1.7% إلى 1.6% للعام الحالي، معزياً ذلك إلى "الغموض بشأن بريكست". كما يتوقع بأن يتراجع النمو في 2018 إلى 1.5%. صندوق النقد الدولي قلق من أن الغموض بشأن بريكست نفسه ورغبته في الفترة الإنتقالية على مدى عامين تتسبب بتأجيل خطط الأعمال التجارية للإستثمار في المملكة المحدة. قبل صدمة استفتاء عام 2016، كانت توقعات صندوق النقد الدولي للنمو خلال 2017 عند 2.2%.
اشارت كريستين لاجارد، رئيسة صندوق النقد الدولي: "المملكة المتحدة تخسر نتيجة للتضخم المرتفع، والضغط على الأجور والدخول وتأخر الإستثمار. إن نظرت إلى الإستثمار وحده، مع كون 2.1% من الناتج القومي الإجمالي في الإستثمار، والوضع الحالي للإقتصاد العالمي، ومساحة المملكة المتحدة في الإقتصاد العالمي، يجب أن يكون عند 6%". ويلوم صندوق النقد الدولي ضعف الجنيه بعد الإستفتاء، بكونه مضخة التضخم في المملكة المتحدة، الذي يقف حالياً عند 3.1%.
في تصريحات لمذيع البي بي سي، كمال أحمد، أجابت السيدة لاجارد على الإنتقاد بأن توقعات صندوق النقد الدولي كئيبة جداً بشأن تصويت بريكست، قائلة: "الأرقام التي نرى أن الإقتصاد يقدمها اليوم تثبت فعلياً النقطة التي قلناها قبل عام ونصف عندما قال الناس بأننا متشائمون جداً. لم نكن متشائمين، كنا مصيبين بدرجة كبيرة، أعني بنسبة 0.1% تقريباً- فإن توقعاتنا تبينت بأنها واقع الإقتصاد. الجنيه تراجع، والتضخم ارتفع والأجور تعرضت للضغط نتيجة لذلك، والإستثمارات تباطئت وهي حالياً أدنى مما كنا نتوقع".
مشروع تخويف، فعلاً ...