كان هناك زيادة في التقلبات على قيمة الجنيه مقابل العملات الرئيسية الأخرى مع ميول عامة لقيمة أقل هذا الأسبوع. السبب وراء هذا الأمر هو الأداء الغير مبهر من قبل "فريق ماي" (الحزب الذي ان يعرف سابقاً بإسم حزب المحافظين) منذ أن طالبت بالإنتخابات العامة.
في الوقت الذي تم فيه اتخاذ القرار للتوجه إلى صناديق الإقتراع، الأمر الذي كانت السيدة ماي قد استثنته عدة مرات بشكل قاطع منذ توليها منصب رئاسة الوزراء، فقد حصلت على صدارة شخصية واسعة ضد منافسها "جيرمي كوربين" وحقق حزبها صدارة بنسبة 20% في استطلاعات الرأي على حزب العمال. ذريعة أن الفوز بأغلبية أكبر في مجلس العموم سوف يقوي موقفها التفاوضي مع الإتحاد الأوروبي بشأن موضوع الخروج كان ببساطة سخيفاً: سوف تقوم السيدة ماي بالتفاوض كرئيسة للبلاد، ولا يهتم أحد إن كان لديها أغلبية هشة أو كاسحة، السؤال الوحيد سوف يكون هل هي القائد الشرعي للمملكة المتحدة أم لا؟
رفضت السيدة ماي المشاركة في مناظرات قيادية متلفزة، وتفضل أن "تجتمع مع الناس" في الحملة الإنتخابية. ولكن، هذا الأمر سخيف، لأنه مع أفضل الإحتمالات، سوف تتمكن من الحديث مع جزء صغير جداً من الناخبين، وبالإضافة إلى ذلك، فإن جولاتها في البلاد عبارة عن أحداث مغلقة ومدارة على الأغلب.
البيان الإنتخابي لحزب المحافظين كان عبارة عن مستند غير متكلف، ولكنه تضمن وعداً بتوصيت حر في مجلس العموم بشأن استعادة صيد الثعالب، الموضوع المسبب للخلاف في أفضل الأوقات ولا يعتبر من المواضيع الهامة في الوقت الذي تتعامل فيه البلاد مع تراجع في الخدمات العامة وخفض في المصاريف و موضوع خروج بريطانيا (وغيرها من المواضيع). الهدف الثاني والأكثل كلفة كان خطة بأكثر من 4 أضعاف مستوى الأصول التي يمكن للشخص الذي يحصل على الرعاية المنزلية، الحصول عليها، من 23000 جنيه إلى 100000 جنيه. أمر جيد. ولكن جاء هذا الأمر على حساب اعتبار العقار في الأصول وتمديد دفعات الرعاية لمن يتلقونها في منازلهم الخاصة. المبالغ التي سوف يدفعها الشخص غير محددة بسقف معين. معدل تكلفة المنزل في المملكة المتحدة أكثر بقليل من 215,000 جنيه، ما يعني بأن الشخص قد يكون في ورطة بشأن تكاليف الرعاية لأصولهم بالإضافة إلى 115,000 جنيه. الأمر الآخر الذي أضيف في البيان كان التراجع بعد أقل من 48 ساعة من نشره من خلال القول بأنه سوف يتم وضع سقف (غير محدد) على التكاليف. هذا الأمر لم يكن جيداً في حملة تدعي بأن رئيسة الوزراء قدمت "قيادة قوية وثابتة".
الجانب الإيجابي لهذا الأمر كان تراجع الصدارة، حيث تضعها بعض استطلاعات الرأي عند 3%، الأمر الذي قد يؤدي إلى انهيار حكومة المحافظين أو أن يتحولوا إلى إدارة أقلية. هذا هو السبب الذي جعل الجنيه يرضخ للضغط مؤخراً.
يتسائل بعض الساخرين بشكل علني إن كانت الحكومة جدية في حملتها للفوز بالإنتخابات. السيدة/ ماي كان تروج (بشكل مكبوت) للبقاء في الإتحاد الأوروبي، ومجتمع الأعمال التجارية الذي يحصل حزب المحافظين منه على أكبر دعم مالي، يعارض بشدة الخروج من الإتحاد الأوروبي. مع وعد حزب العمال بقيادة "جيرمي كوربين" بتقديم خروج بريطانيا، هل سوف تفكر رئيسة الوزراء بتمرير الكأس المسمومة له والجلوس والتمتع بالمنظر من مقعد المعارضة؟ عدم خروج بريطانيا سوف يعتبر خيانة من قبل الكثيرون من مؤيدي الخروج، خروج بريطانيا هو عبارة عن مشاهدة تحطم قطار مالي بعرض بطيئ، وبالتالي فإن الحكومة التي سوف تقدمه سوف تفقد شعبيتها بسرعة. ربما تكون فكرة عقد الإنتخابات ليست بعيدة الإحتمال – البديل هو أن حزب المحافظين الحاكم هو فعلياً غير كفؤ بالدرجة التي يبدو عليها.