أو ربما يكون العنوان الأكثر ملائمة "من خلال كرة بلورية غير واضحة" وذلك لأن تنبؤات كارني حول حالة الاقتصاد البريطاني في المستقبل تعتمد على "صفقة الخروج من الاتحاد الأوروبي" التي لم تبدأ حتى في مناقشتها. ومع ذلك، يطلب من محافظ بنك انجلترا تقديم التوقعات الاقتصادية ويمكنك الذهاب فقط مع ما تعرفه.
ولقد زاد بنك انجلترا توقعاته للتضخم لعام 2017 من 2.4%، المتوقعة في فبراير، إلى 2.7% حالياً. وھذا المعدل أعلی بکثیر من معدل التضخم المستھدف للبنك الذي یبلغ 2%. ونتيجة لذلك، يتوقع مارك كارني أن يكون هناك ضغط على الإنفاق الاستهلاكي حيث من المرجح أن تأتي زيادات الأجور دون مستوى التضخم، مما سيؤدي إلى انخفاض في الدخل المتاح للأسر في المملكة المتحدة.
كما قلص البنك توقعاته لنمو الاقتصاد البريطاني هذا العام من 2% إلى 1.9%. ومع ذلك، فقد ترك أسعار الفائدة عند معدل قياسي المنخفض تاريخياً البالغ 0.25%. وتشير الحكمة التقليدية إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة من شأنه أن يقوض التضخم من خلال الحد من الإنفاق المحلي، ولكن كارني عزا الانخفاض في قيمة الجنيه الإسترليني منذ التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كعامل رئيسي في زيادة معدل التضخم. في حين أن رفع أسعار الفائدة في المملكة المتحدة من شأنه أن يعزز الجنيه نوعا ما، إلا أنه لن يعكس الانخفاض الكبير في قيمة الجنيه الإسترليني منذ يونيو، والذي على الرغم من الارتفاع في أعقاب الدعوة إلى عقد انتخابات عامة في المملكة المتحدة وانتصار إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، لا يزال أقل بنسبة 12% مقابل الدولار مقارنة بمستواه قبل الاستفتاء. ولقد انخفض الجنيه الاسترليني من مستوى 1.47 دولار قبل التصويت إلى حوالي 1.29 دولار حالياً.
كان كارني متفائلا بشأن نمو الأجور بعد عام 2017، ولكنه أعرب عن هذا التفاؤل من خلال قوله بأن المملكة المتحدة ستضمن خروجاً سلساً من الاتحاد الأوروبي. يوعني كارني بالخروج السلس أن المملكة المتحدة سوف تحصل على: "اتفاق حول ترتيبات التجارة في المستقبل، وسوف يكون هناك انتقال، أو فترة التنفيذ، خلال التفاوض على هذا الاتفاق الجديد". في الوقت الراهن، ليس من المؤكد حتى إذا كانت الحكومة اليوم سوف تتفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الرغم من أن معظم المحللين السياسيين يتوقعون إعادة انتخاب حكومة ماي بأغلبية أكبر عندما تذهب المملكة المتحدة إلى صناديق الاقتراع بعد 4 أسابيع.