لا يمكن لأحد أن يعيش وحده. من الممكن أن نغفر فكرة أن بريطانيا، على الرغم من أنها جزيرة، غير قادرة على فهم أن العبارة السابقة يمكن أن تطبق على الدولة المعاصرة كما يمكن تطبيقها على الإنسان وبأن القادة السياسيون يعتقدون بأن خروج بريطانيا هو أمر بريطاني استثنائي وفريد. هذا أمر غير صحيح بشكل واضح حيث أن الصدع بين الإتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة سوف يؤثر بشكل وثيق بالدول الأوروبية الـ 27 بشكل مباشر جداً وسوف يكون له تأثيرات على تمتد على الإقتصاد العالمي.
في حين أن البريطانيين يعانون لفهم "الخروج يعني الخروج" بشكل دقيق، وما إن كنا نفضل الخروج الصعب أو الخفيف، فإننا من الممكن أن نتخيل بأن العلاقة مع الإتحاد الأوروبي بعد الخروج سوف تكون مصممة من قبل المملكة المتحدة وحدها – على العكس تماما!
انحلال المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي سوف يكون له تبعات سياسية كبيرة في الإتحاد الأوروبي والتي هي غير محصنة بتاتاً من الحركات القومية والشعبوية والتي حفزت على قرار الخورج وانتخاب دونالد ترامب. سوف يشهد العام 2017 انتخابات في ألمانيا وفرنسا وهولندا، و عامل "خروج بريطانيا" سوف يكون مكوناً في كلٍ منها. أي صفقة ما بعد خروج بريطانيا سوف تتطلب موافقة البرلمان الأوروبي، الدول الأعضاء الـ 27 وعدد من البرلمانات الإقليمية.
من أجل التركيز على النقطة، وزير المالية الألماني "ولفجانج شراوبل" أشار إلى أن المملكة المتحدة قد تحتاج لأن تستمر بالمساهمة في الإتحاد الوروبي، فيما يتعلق بالإلتزامات الحالية، حتى العام 2030، ربما. أشار إلى أن لندن سوف تخسر في النهاية الأعمال التجارية المتعلقة بالمقاصة الأوروبية وبأن الخدمات المالية سوف تنتقل إلى الإتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا. وصرح بشكل صريح بأن : "لا توجد قائمة للإختيار منها. هناك فقط كامل القائمة أولا شيء. من دون عضوية السوق الداخلي، من دون قبول الحريات الأربعة الرئيسية للسوق الداخلي، لن يكون هناك، بالطبع، أي تمرير ولا حرية نفاذ للمنتجات المالية أو الجهات المالية الفاعلة".
تصريحاته تشبه تصريحات أخرى من فرنسا. الشهر الماضي، قال الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند": "يجب أن يكون هناك تهديد، يجب أن يكون هناك خطر ويجب أن يكون هناك سعر. وإلا، سوف نكون في مفاوضات لا تنتهي بشكل جيد".
يبدو بأن معسكر بوريس جونسون "موالاة الكعكة وموالاة أكلها" لديه عضوية مكونة من شخص واحد، و لا يمكن لأحد أن يتأكد مدى جديته حتى في تلك النظرة.