تقول الأسطورة بأنه عندما حرقت "المدينة الخالدة"، كان الإمبراطور "نيرو" يعزف على الكمان. هذه الصورة مررت خلال القرون بأنها رمز على التراخ أثناء الأزمة. من الممكن القول بأن الإدارة اليونانية الحالية تقوم بأكثر من ذلك بينما تتعرض بلادهم لإحتمالية الغرق في الديون و الإفلاس.
حكومة اليونان، حزب Syriza، تولت السلطة على أساس الوعد بوقف الإجراءات التقشفية التي يقولون بأنها ألقت بالكثير من اليونانيين في أزمات إنسانية، و بأن يقوموا بمحي نصف الديون المترتبة على اليونان و التي قبلتها بحرية عندما دخلت في إتفاقية مع الإتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي عندما أجبرتهم الديون العامة و الوضع المالي السيئ للخروج من الأسواق المالية العالمية بسبب إرتفاع معدلات الفائدة، مما هدد الدولة بالإفلاس خلال العامين 2010 و 2012.
تمكن حزب Syriza من الحصول على تمديد لمدة 4 أشهر على خطة الإنقاذ من صندوق النقد الدولي و الإتحاد الأوروبي، و لكن صرف مبلغ 7.2 مليار يورو المتبقية من التمويل أجلت حتى تقوم اليونان بوضع خطة مفصلة و ذات مصداقية للإيفاء بالإلتزامات. مسودة الرسالة التي توضع عروض اليونان وصفت بأنها نقطة بداية جيدة، و لكن هناك حاجة للمزيد من التفاصيل قبل دفع التمويل. منذ ذلك الحين، لم يحدث الكثير، مما أدى إلى إنزعاج بين شركاء اليونان في منطقة اليورو.
تعمل اليونان على إستعداء أحد الدائنين الرئيسيين، ألمانيا، بشأن بعض تعويضات الحرب التي تدعي اليونان بأنها ما تزال معلقة منذ الإحتلال الألماني لليونان خلال الحرب العالمية الثانية. يعتقد الألمان بأن الأمر أغلق منذ قرابة 40 عاماً. .الدعم بين الألمان لبقاء اليونان في منطقة اليورو تراجع من 60% إلى 40% حالياً
تمكنت اليونان من دفع 584 مليار يورو إلى صندوق النقد الدولي مؤخراً، و لكن الخزائن بدأت تنفذ و الدفعات الأخرى باتت مستحقة. تأمل اليونان بالحصول على مليار يورو إضافي من خلال مزاد السندات بتاريخ 18 مارس، و لكن الأمر يحتاج إلى مستثمر شجاع للقيام بذلك في الوقت الذي يقوم السياسيون اليونان بإخبار الشعب بأنهم سوف يخصمون نصف الديون المترتبة عليهم، العوائد يجب أن تكون فلكية.
إنزعاج الألمان من اليونان،على الأقل، كان واضحاً في إقتباس من وزير المالية الألماني "ولفجانج شراوبل"، في رد على إقتراح من رئيس الوزراء اليوناني بأنهم سوف يدعمون السيولة و لن تكون لديهم مشاكل في الدفع لعمال الخدمة المدنية و المتقاعدين بتاريخ 20 مارس: "لا يوجد أي من زملائي أو أي أحد في المؤسسات المالية، يمكنه أن يخبرني كيف أن هذا الأمر سوف ينجح". القادة اليونانيون "يكذبون على الشعب". كما قال.
تواجه اليونان دفعات بقيمة 2 مليار يورو بنهاية هذا الأسبوع، و لذلك يمكننا أن نفكر بأن توضيح العروض اليونانية تعتبر أهمية قصوى. رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو، "جيروين ديجسيلبويم" عبر بشكل واضح عن الإنزعاج السائد في المنطقة بشأن قلة التحرك:
"رسالتي الرئيسية اليوم كانت بأننا قضينا أسبوعين الآن في النقاش بشأن من سوف يجتمع و أين و بأي تكوين و ما هي الأجندة، و هذا الأمر مضيعة كاملة للوقت. لا يمكنني التعبير عن ذلك بالقدر الكافي" و أضاف: "لهذا قلنا بأننا قد تحدثنا عن هذا الأمر بما يكفي". "لا يوجد لدينا إلا 4 أشهر، يجب أن ننجز هذا العمل".
لم يكن التاريخ لطيفاً مع "نيور" ، هل سوف يختلف الأمر مع Syriza؟