بالنسبة لأي شخص يتابع الأخبار المالية منذ فترة، فإن الأخبار بأن البنك الفدرالي الأمريكي ينوي إتباع منهج صبور بالنسبة لرفع معدلات الفائدة، لا تعتبر أخباراً جديدة على الإطلاق. لم يخفي البنك تحت إدارة "بن بيرنانكي" و الآن تحت إدارة "جانيت يللين" حقيقة أن معدلات الفائدة لن تتغير طالما إستمر الإقتصاد الأمريكي بالتعافي.
و قد أكد كلاهما بأنه عندما ترتفع معدلات الفائدة، فإنهم سوف يقومون بذلك بشكل تدريجي و بعين حذرة للتأثيرات على الإقتصاد، مما يعني بأن الأمر سوف يحتاج إلى وقت طويل قبل أن تعود إلى معدلات الطبيعية، فوق 6% تقريباً (من 1971 حتى الآن). لذلك، الأخبار بأن معدلات الفائدة سوف تبقى كما هي حتى أبريل 2015 لن تفاجئ إلا من كان يعتقد بأنه سوف يتم الإعلان عن تأخير آخر، بناءاً على حقيقة بأن الطلب العالمي كان ضعيفاً منذ بضعة أشهر.
إلا أنه عند الإعلان عن موقف البنك الفدرالي بعد إجتماعهم الذي بدأ بتاريخ 17 ديسمبر كانت هي السبب في رفع الأسهم الأمريكية، حيث يتداول مؤشر Dow Jones الصناعي بزيادة قرابة 300 نقطة (أي حوالي 1.7%). معدلات الفائدة بقيت بدون تغيير عند 0.25% حيث هي منذ ديسمبر 2008 (معدلات الفائدة قصيرة الأجل تبقى قريبة من الصفر).
أنهى البنك الفدرالي برنامج شراء الأصول في شهر أوكتوبر على مراحل إستمرت 10 أشهر لتجنب أي صدمات غير ضرورية للإقتصاد. المنهجية التدريجية لزيادة معدلات الفائدة، و لكن على فترة زمنية أطول تصل لعدة سنوات، هو ما يتوقع أن يقوم به البنك. يتوقع المحللين بأن معدلات الفائدة قد تبدأ بالإرتفاع من منتصف العام القادم.
كان قرار البنك الفدراي السبب كذلك في دعم أسواق الأسهم الآسيوية. أشارت السيدة يللين إلى أن البنك الفدرالي لن يرفع معدلات الفائدة خلال الإجتماعات القادمة، في إشارة إلى أن معدلات الفائدة لن ترتفع حتى شهر مارس على أقل تقدير، و لكنه لم تعد برفعها حتى حينئذٍ.