رفض شعب اسكتلندا المطالب بأن تكون اسكتلندا دولة مستقلة. جائت نسبة المشاركين بالإنتخابات بنسبة 84.5% و التي تقارن بأفضل من معدل نتائج الإنتخابات في المملكة المتحدة (ما بين 1918-2010) عند 73.3%، و لكن ذلك يعني بشكل عام بأن اسكتلندي من بين 5 لم يقم بالتصويت في إنتخابات مستقبل البلاد. هامش الفوز لصالح مؤيدي الإنتخابات جاء عند 55.3% مقابل 44.7% (2.002 مليون مقابل 1.618 مليون صوت) بشكل أعلى من التوقعات التي كانت تقول بأن النتيجة سوف يكون متقاربة جداً. من بين المناطق الإنتخابية الـ 32، 4 فقط كانت نتائجها لصالح الإستقلال.
تفاعلت أسواق فوركس بشكل جيد مع الأخبار، و دفعت الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى له خلال أسبوعين مقابل الدولار (المرتفع) و أعلى مستوى له خلال عامين مقابل اليورو مع إرتفاع مؤشر FTSE بنسبة 0.75%- بما أن التصويت جاء لصالح بقاء الأمور كما هي، فإن بعض هذه المكاسب كانت مؤقتة.
في النهاية، يبدو بأن الكثير ممن دعموا الإستقلال كانوا متحمسين لفكرة الدولة الجديد التي يقع مصيرها في أيديهم، موقف عاطفي يمكننا جميعنا تفهمه. و لكن، مثل هذه الحركة كانت سوف تعني فك إتحاد ناجح بتاريخ يمتد إلى 300 عام و أقوى روابط بين دوله الأعضاء. الكثير من الاسكتلنديون يعرفون بكونهم اسكتلنديون و بريطانيون بالطبع. عند وضع الفكرة جانباً، فإن القرار للإنفصال من الإتحاد كان سوف يأتي معه بالكثير من الغموض و ربما يؤذي الإقتصاديات و الوضعيات العالمية لكلٍ من اسكتلندا و بقية المملكة المتحدة.
في حين أنه لم يكن هناك ما يمنع اسكتلندا المستقلة من إستخدام الجنيه عملتها، إلا أن بقية المملكة المتحدة لم تكن لتوافق على عملة موحدة و التي سوف تضع بنك إنجلترا المركزي في وضع سيء بسبب الإنفاق الاسكتلندي المبذر و التعجيل في إنهيار مالي في الدولة المستقلة. لم يبرر الوزير الأول "أليكس سالموند" السبب الذي يجعل هذه الفكرة مفيدة لبقية المملكة المتحدة، جميع المنافع التجارية المفترضة سوف تنتج عن إستمرار اسكتلندا بإستخدام الجنيه الإسترليني، و بالتالي مالذي سوف يدفع بريطانيا لدعم اسكوتلندا مالياً؟
الموضوع المهم الآخر كان إستمرار عضوية اسكتلندا في الإتحاد الأوروبي. الإستقلال كان سوف يؤدي بالتأكيد إلى خروج اسكتلندا من الإتحاد الأوروبي، و إسبانيا من ناحيتها، ما كانت لتكون مستعدة على تسريع إعادة دخولها. الكثير من الأعمال التجارية الرئيسية عبروا عن قلقهم من الإستقلال و قاموا بوضع خطط طوارئ لنقل مواقعهم إلى بريطانيا. و إدعى البعض بأن الأسعار سوف ترتفع بلا شك، في حال خسرت وفورات الحجم من العمليات البريطانية.
نتجت أغلبية الدعوة إلى الإستقلال من الإعتقاد بأن النفط في المياه المحيطة باسكوتلندا سوف تكون لهم. النقاش دار حول كمية النفط المتبقي و مدى قيمته. و لكن، النفط أستخرج بالأموال البريطانية في البداية، و بالتالي فإن أي مطالب بملكية اسكتلندية كانت سوف تواجه نزاع قوي في مناخ ما بعد الإستقلال خصوصاً بما أن "سالموند" كان يهدد بالتراجع عن حصة اسكوتلندا في دين المملكة المتحدة في حال لم تمنح اسكتلندا وحدة العملة. كان موقف SNP من الإستقلال هو "إنتقاء" الأجزاء من المملكة المتحدة التي تعجبهم و ترك بقيتنا لنتعامل مع ما بقي.
بصفتي بريطاني، فإني أرحب بقرار مواطني بلدي للبقاء بالإتحاد، و لكني أشعر بأنه كان علينا تجنب تجربة مكلفة و بلا معنى إستمرت لعامين حيث أن تبعات القرار كانت غير واضحة. ربما النقاشات الإقتصادية سوف تكون في واجهة عقول الناس في حال فاز كاميرون في إنتخابات 2015 و إلتزم بتعهده بإجراء إستفتاء بشأن بقاء المملكة المتحدة في الإتحاد الأوروبي. لقد آن الأوان للسياسيين لكي ينضجوا و ينظروا إلى الصورة الكبيرة في إقتصاد يزداد عالمية: كما يقال، قد يطير البقر.