الأمر الذي لم يفاجئ أحد، المرشحة الأولى عن الحزب الديمقراطي لمنصب رئيس البنك الفدرالي منذ أن تنحى "بول فولكي" عن المنصب في العام 1987، تم تأكيدها من قبل مجلس الشيوخ. "جانيت يللين" التي تعمل الآن في منصب نائب رئيس البنك الفدرالي من المقرر أن تتولى المنصب بعد أن يتنحى "بن بيرنانكي" في نهاية هذا الشهر. سوف تصبح "جانيت يللين" المرأة الأولى التي تقود البنك خلال تاريخه الذي يمتد لـ 100 عام و يتوقع بأن تواصل نفس منهج بيرنانكي في الإدارة.
فازت السيدة يللين بتوصيت التأكيد بشكل مريح من خلال 56 صوت مقابل 26 صوت، على الرغم من أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ لم يكونوا قادرين على حصول التصويت بسبب الظروف الشتائية القاسية التي يمر بها المجلس حالياً (و التي أثرت في بعض النتائج الإقتصادية في حال إستمرت لفترة أطول). يعزى لها تركيز طويل الأجل على موضوع البطالة و سوف تكون حذرة بشأن التقليل من برنامج شراء الأصول الخاص بالبنك الفدرالي قبل أن يتم تحقيق التراجع في معدلات البطالة بشكل واضح. المرحلة الأولى من التنقيص التدريجي شهدت خفض برنامج شراء الأصول من 85 مليار دولار إلى 75 مليار دولار إبتداءاً من هذا الشهر. الأمر الذي بدأ هذا التنقيص كان بالأساس هبوط البطالة إلى 6.5% و لكن البنك الفدرالي قرر بأن الأوضاع الإقتصادية قوية بما يكفي للبدأ بحذر في عملية التنقيص التدريجي.
إجراءات التيسير الكمي أدت إلا إمتلاك البنك الفدرالي أصولاً بقيمة 4 تريليون دولار و التي تم شرائها من الأموال الناتجة عن التيسير الكمي. هذه الأصول سوف تعطي عوائد حقيقية و من الممكن أن تتفاوت في القيمة بالطبع. الفكرة من التيسير الكمي كانت تحسين السيولة في الغقتصاد الأمريكي و الإبقاء على تكاليف الإقتراض منخفض في طموحات نبيلة، و لكن التبعات لهذا البرنامج (إن شئت أن تسميها) و القيام به من خلال الأموال الوهمية غير واضحة بشكل كامل. على المدى الأطول، إنشاء المال (من العدم، أو إن كنا أكثر واقعية، الإصدار الإلكتروني للإئتمان) يحتوي على خطر بدأ تضخم نشط. الأمر الذي حدث في جمهورية فامير خلال الطريق إلى الحرب العالمية الثانية، و لذلك فإن النية كانت إعادة إستعياب المال الناتج عن التسير الكمي، و لكن هذا الأمر لا ينطبق على الأصول الناتجة عنه بالطبع. سوف تكون مسؤولية السيدة يللين أن تحاول إعادة ترتيب الأمور.