أحد الإحصاءات التي تعطي دلالة على عمق الأزمة المالية العالمية هي معدل عمر السيارات و الشاحنات الأمريكية. معدل عمر السيارة الأمريكية الآن هو 10 سنوات، و أغلبية ملاك الشاحنات متمسكين بشاحناتهم منذ 11 عاماً. بشكل تقليدي، يستفيد الأمريكان من التمويل السهل و السيارات الجديدة الرخصية نسبياً لإستبدال سياراتهم و شاحناتهم بشكل متكرر. إضطر الأمريكيون إلى شد أحزمتهم، و من خلال قيامهم بذلك إكتشفوا بأن للسيارات والشاحنات عمر أطول مما كانوا يعتقدون.
إلا أنه على الرغم من جمال إمتلاك سيارة جديدة، في هذه الأواقت المقومة، فإن هذا الأمر بدأ يعتبر من الكماليات بشكل متزايد بدلاً من كونه ضرورة. بالتالي، الأخبار بأن مبيعات السيارات الأمريكية حصلت على أول شهر مبهج لها منذ بداية الأزمة المالية العالمية، كانت من الأخبار المرحب بها بقوة.
البيانات الصادرة عن مصنعي السيارات أظهرت أفضل مبيعات شهرية منذ العام 2007، مع قيام مصنعي السيارات اليابانية "تويوتا" بالإعلان عن زيادة بنسبة 14%، متبعواً بفورد بنسبة 13% و كرايسلر بنسبة 8% و جينيرال موتورز بنسبة 6%. بالطبع، هذه الأرقام من الممكن أن تكون خادعة نوعاً ما حيث أنها تعبر عن نسب زيادة مقارنة بقاعدة متدنية، و لكنها مرحب بها على أي حال.
كانت المبيعات قوية على طرفي السوق المتقابلين، حيث أن مبيعات السيارات و الشاحانات تحسنت جداً. أعلنت فورد عن أن مبيعات الشاحنات إرتفعت بنسبة 20%، في حين شهدت كرايسلر زيادة بنسبة 23%. الأرقام الأفضل إرتبطت بالتحسن في قطاع الإسكان الأمريكي (الإنشاءات) و الذي دعم الحاجة إلى المركبات الثقيلة. أرقام الصناعة ما تزال تصاعدية بشأن توقعات المبيعات حتى نهاية العام، بالرغم من التوقعات السلبية بشأن خطط البنك الفدرالي للتقليل من الإجراءات التحفيزية.
يخشى البعض من أن الإنسحاب من الإجراءات التحفيزية سوف يؤدي إلى زيادة سريعة في تكاليف الإقتراض (والذي يوجد له إتجاه واحد)، و لكن التأكيدات من قبل "بن بيرنانكي" تميل إلى التشكيك في هذا الأمر. أي زيادة في معدلات الفائدة سوف تكون خاضعة للتدريج و لن تطبق حتى يكون التعافي الأمريكي أقوى بكثير.