في نفس اليوم الذي قدمت فيه مدينة "ديترويت" الإمريكية الرئيسية طلب الحماية من الإفلاس بوجود ديون لا تقل عن 15 مليار دولار (و ربما تصل إلى 20 مليار دولار)، إختارت وكالة التصنيف الإئتماني "مودي" أن تعدل توقعات الديون الأمريكية نحو للأعلى. يقارن مستوى "ديترويت" للديون بشكل واسع مع ديون قبرص، للتوضيح فقط.
مدينة ديترويت، الشهيرة بكونها مدينة المحركات، تعرضت لضربة قوية بسبب التراجع في الصناعة الأمريكية خلال السنوات الماضية، و إنكمش عدد السكان فيها من 2 مليون في الخمسينات إلى حوالي 713000 اليوم. و تعاني المدينة من أعلى معدل جريمة بين جميع المدن الأمريكية الرئيسية (سجلت 15245 حالة في العام 2011)، و حوالي 80000 مبنى مبتلى أو مهجور ، و تعمل فقط 30% من سيارات الإسعاف فيها، و قام نصف سكانها فقط بدفع ضرائب الممتلكات في العام 2011. تظل أمريكا أغنى دولة في العالم مع أقوى إقتصاد في العالم.
على الرغم من مشاكل مدينة ديترويت، فقد قررت وكالة مودي أن ترفع من حالة توقعات الديون الأمريكية من سلبي إلى مستقر، و عززت تقييمها لتصنيف الديون الأمريكية عند AAA، و هو التصنيف الأفضل. و قد فسرت وكالة مودي تحركها من خلال القول بأنه مبني على التراجع في عجز الميزانية (و هو ليس نفس الدين الوطني بالطبع÷ و الذي يتوقع أن يستمر خلال السنوات القليلة القادمة.
كما أنها تشير كذلك إلى أن الإقتصاد الأمريكي ينمو بوتيرة أسرع من الإقتصادات الرائدة الأخرى التي لديها تصنيف إئتماني AAA و يظهر "درجة من الليونة" تجاه التخفيضات الكبيرة في الإنفاق. (على سبيل المثال، تلك التخفيضات التي أقرها برنامج "العزل").
تراجع العجز في الميزانية الأمريكية من 7% من الناتج القومي الإجممالي خلال العام 2012 إلى رقم تقديري عند 4% هذا العام، وفقاً لمكتب الميزانية في الكونغريس. هذا الخفض في العجز كان أكبر مما توقعته وكالة مودي عندما حددوا "التوقعات السلبية" الماضية في العام 2011.
كما صرحت وكالة مودي أيضاً بأن التوقعات بالنمو بالنسبة للإقتصاد الأمريكي للأعوام القليلة القادمة عادت الآن لتتماشى مع المعدلات التاريخية مما قبل الازمة المالية العالمية، و أشارت: "هذه التوقعات للتسارع في الإقتصاد مدعومة بالحجم الأقل للتضييق النقدي، و الإستمرار في قوة الإستهلاك و الإستثمار و الاوضاع الإقتصادية العالمية الأحسن نوعاً ما".