توجه الإيطاليون إلى صناديق الإقتراع يوم الأحد و الأمس، و ذلك من أجل إنتخاب الحكومة الجديدة بعد أن تم سحب الثقة من حكومة "ماريو مونتو" التكنوقراطية (الغير منتخبة) من قبل حزب رئيس الوزراء السابق "سيلفيو بيرليسكوني". النتيجة، في الأوضاع الإقتصادية الحالية، كانت سيناريو مخيف بأن لم يأتي أي حزب بتفويض واضح، الأمر الذي أحيا المخاوف بوقوع أزمة في منطقة اليورو، و جعل المستثمرين في حالة توتر حيث أن آخر ما يودون مشاهدته هو الغموض.
يبدو أن حزب "بير لويجي بيرساني" اليساري من الكتلة المركزي قد يسطر على مجلس النواب، بأغلبية ضعيفة عند 29.54% مقابل 29.18% لتجمع السيد "بيرليسكوني". تمكن "بيرساني" من الفوز بالتصويت الوطني لمجلس الشيوخ، و لكنه لم يحصل على المقاعد الـ 158 التي يحتاجها للأغلبية – المقاعد الإضافية سوف تعطى بنسب إلى التصويت الإقليمي و من المحتمل أن تستفيد كتلة السيد "بيرليسكوني" بالدرجة الأكبر من هذا الأمر، حيث حصلت على حوالي 10% من الأصوات.
يبدو أن "الجوكر في ورق اللعب" هو حزب السيد "بيبي جريلو"، الكوميدي الذي يترأس حزب معارض للتقشف، و هو حزب "حركة الخمس نجوم" و الذي حصل على صوت من بين كل 4 أصوات خلال الإنتخابات (25.55%)، الأمر الذي يشير إلى الإستياء العام تجاه السياسات القائمة. بما أن جاذبيتهم كانت من نوع المعارضة، يكون من غير الواضح حتى الآن دور الشراكة الذي سوف يلعبه البرلمانييون المنتخبون مع زملائهم الأكثر إستقراراً (و الأكثر بغضاً).
خسرت الأسواق الأوروبية أرباحاً نتيجة للإنتخابات، حيث تراجع مؤشر FTSE بنسبة 1.35% و مؤشر CAC40 بنسبة 2.2% حالياً (تراجع مؤشر إيطاليا FTSE MIB بنسبة 4.7%). كما ارتفعت العوائد على السندات الإيطالية من 4.48 إلى 4.77% على العوائد العشر سنوية. كما تراجعت الأسواق العالمية الرئيسية هي الأخرى.
ارتفع الين بقوة مقابل اليورو و الدولار منذ أن صدرت هذه الأخبار،و لكنه تراجع بعد ذلك قليلاً. تحتاج الولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الخفض في الإنفاق الحكومي بحلول نهاية الشهر من أجل تجنب التخفيضات الإجبارية و التي من الممكن أن تؤذي الإقتصاد.
سوف يبين الوقت ما إذا كانت إيطاليا قادرة على أن تشكل حكومة من البطاقات الموزعة من قبل التصويت الشعبي، أو ما إذا كان سوف يتوجب علينا تحمل أشهر من الغموض قبل إجراء تصويت آخر (بدون ضمانات بنتائج أكثر استقراراً).