إذا عملت يوماً في شركة عالمية، فإن عبارة "إننا نقوم بإعادة ترتيب كراسي السطح على سفينة التايتانيك" سوف يكون لها بعض الأثر عليك. تعني هذه العبارة بأننا نعلم جميعاً أننا في وضع رهيب، ولكن بدلاً من أن نقوم بشيء مفيد إتجاهه الآن والذي قد يغير من النتائج، فإننا نشغل أنفسنا في محاولة لأن نبدو مشغولين ومرتبطين بأنشطة نعلم جميعاً بأنها لن تغير شيء.
أزمة اليورو مماثلة نوعاً ما لكارثة التايتانيك من حيث أننا نعلم بأن هناك جبل جليدي أمامنا وأن علينا تجنبه، حتى لو تمسكنا بفكرة العملة الموحدة اليورو، هي بالفعل فكرة غير قابلة للفشل. ولكن الأمر يحتاج إلى كارثة حقيقية لإفشالها.
أحد رؤساء طاقم كراسي السطح هو رئيس البنك المركزي الأوروبي السيد "ماريو دراغي". وقد أشار بوضوح "ليس صائباً أن تقوم السياسة المالية بملء نقص الإجراءات في المؤسسات الأخرى". بعبارة أخرى، فإن القادة السياسيون في منطقة اليورو هم طاقم الجسر وعليهم أن يتخذوا قرارات بشأن المسار، وليس العامل المسكين. قام البنك المركزي الأوروبي بضخ تريليون يورو في الأنظمة المالية حديثاً، ولكن، وكما أشار "دراغي": "بعض المشاكل في منطقة اليورو ليس لها علاقة بالسياسة المالية" حيث لا يوجد أي هدف من ضخ المزيد من المال إن كانت المشكلة الأساسية هي في السياسات الحكومية في المنطقة وليس موضوع تقني يتعلق بالسيولة.
يشعر ركاب الدرجة الأولى بالإضطراب أيضاً مع قيام كلٍ من الرئيس أوباما ورئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" بالمطالبة بإجراءات فعّالة وفورية لإستقرار اليورو وإستعادة ثقة الأسواق بحيث تكون الدول قادرة على دفع فواتيرها ودعم أنظمتها المصرفية.
إذا إصطدمت سفينة الوحدة المالية بالجبل الجليدي، لن يأتي أحد للمساعدة في حال فشلت الأجزاء الضيقة في إحتواء الماء. سوف تكون لنهاية اليورو أثار لا تحصى على وضع الإقتصاد العالمي. كما يوجد وقت لتنجب الكارثة، ولكن على القادة أن يقودوا.