بقلم: خالد سرحان
تعتبر الإستبيانات من الطرق التي يستعملها الإقتصاديون و مراقبي الأسواق بهدف التنبؤ بالمستقبل. و يعتبر إستبيان "ماركيت يوروزون سيرفيسز" لمؤشر مدير المشتريات (PMI) هم هذه الإستبيانات. المؤشر الأخير قدم أداءاً جيداً نسبياً بشكل مفاجئ عند 48.8. و في حين أن أي قيمة تحت الخمسين تشير إلى أن القطاع ينكمش، فإن هذا الرقم يشير إلى أن معدل التراجع في القطاع قد بدأ في الهدوء، بمعنى أنه لا يزداد سوءاً بالسرعة التي كان عليها، و بالتالي تعتبر أخبار جيدة نوعاً ما. كما كان الإستبيان الصناعي فوق المتوقع كذلك عند 46.9، بزيادة مقدارها 0.5 عن أرقام شهر نوفمبر.
و لكن الشيطان كالعادة يكمن في التفاصيل. تفصيل البيانات يظهر بأن هناك إختلاف بين الإقتصاديات القوية و الضعيفة في منطقة اليورو مع زيادة النشاط التجاري الألماني و بقاءه مستقراً في فرنسا، في حين أنه يتراجع في كلٍ من إسبانيا و إيطاليا التي تطبق إجراءات تقشفية بهدف تقليل حجم الديون.
على الرغم من الأرقام التي ظهرت عن المسح تعطي القليل من الإرتياح مع إنتهاء 2011، فإن البيانات الربع سنوية ما زالت تظهر أن الأداء خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام كانت هي الأسوء منذ الربع الثاني من العام 2009. فإن هذا لا يساعد في تبديد التوقعات الكئيبة بإستمرار الإنكماش في الإتحاد الأوروبي و التهديد بالعودة إلى الركود. صرح السيد "كريس وليامسون" الرئيس التنفيذي لشركة "ماركيت": "المؤشرات المستقبلية تشير إلى وجود المزيد من التراجع خلال الربع الأول من العام 2012. بالتحديد، فإن الطلب على البضائع و الخدمات يستمر في التراجع، مما يشير إلى أن النتائج و الوظائف سوف تتراجع خلال العام".