بقلم: خالد سرحان
رئيس الوزراء الإيطالي المحاصر "سيلفيو بيرلوسكوني" قد نجى من العديد من الفضائح الجنسية و بعض المناوشات القانونية المتعلقة بإمبراطورية الأعمال الخاصة به تتضمن بعض الإدعاءات بشأن التهرب من الضرائب و الإحتيال و الرشوات و حتى التعاون مع المافيا. إدعى السيد بيرلوسكوني أنه ضحية الإضطهاد القضائي و لم يدان بأي شيئ إلى الآن، حيث يرى منتقدوه بأن السبب يعود إلى إستخدامه لنفوذه السياسي في التلاعب بالقانون. لقد كان دوماً شخصية مثيرة للجدل في إيطاليا و على الساحة العالمية.
و لكن أزمة الديون السيادية التي تواجهها إيطاليا و الحاجة الماسة لأن تقوم الدولة بتبني إصلاحات مالية يمكن الإعتماد عليها و تمريرها من خلال البرلمان، كل هذا تبين أنه بسببه. كان رئيس الوزراء الإيطالي قد وعد بتطبيق إصلاحات ترضي الأسواق و تقلل من تكاليف الإقتراض من خلال إصدار السندات. في الأيام الأخيرة، وصلت عوائد السندات العشر سنوية الإيطالية إلى مستويات قياسية جديدة ، متجاوزةً المستويات التي دفعت اليونان و إيرلندا و البرتغال لطلب المساعدة من الإتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي. فقد وصلت هذه العوائد إلى 6.77% يوم الأمس. (الرقم في ألمانيا هو 1.8%).
تمكن بيرلوسكوني من النجاح في تصويت عام بعد إمتناع المعارضة، و لكن الثمن كان تقديم إستقالته. و قد أعلن أنه سوف يتنحى عن السلطة بعد تطبيق الإصلاحات. رحبت الأسواق المالية بخبر إستقالته،حيث أغلقت كلها على إرتفاع. كما إرتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي بسبب هذه الأخبار، و يتداول حالياً عند 1.3795$ .
في حين كان "سلفيو بيرلوسكوني" شخصية مثيرة للجدل و الإنقسام، إلا أن أزمة الديونة الإيطالية لم تكن بسببه. قد تؤدي مغادرته إلى تسهيل الأمر على السياسين للإتفاق على الإصلاحات المؤلمة، و لكن الدين الذي وصل إلى 1.75 تريليون يورو لن يختفي فجأة. الأمل بالنسبة لإيطاليا و منطقة الإتحاد الأوروبي هي أن الإتفاق على الإصلاحات المالية المنتجة و الإجراءات التقشفية بالنسبة لثالث أكبر إقتصاديات منطقة اليورو، الأمر الذي سوف يعيد الثقة للأسواق و يخفض العوائد على السندات الإيطالية.
السيد بيرلوسكوني هو ملياردير ، و يقال بأن ثروته قد وضعته في المرتبة 118 بين أغنياء العالم.