كما قال مارك توين: " هناك أكاذيب وأكاذيب بغيضة وإحصاءات". في الماضي، كنت إن لم تمتلك عملاً، و تريد أن تعمل، فإنك حينها تعتبر عاطلاً عن العمل. عندما تحولت العمالة، أو بالأصح البطالة، إلى موضوع سياسي، قررت الأحزاب السياسية من جميع الأشكال و في أغلبية دول العالم، بأن التعريف المباشر للبطالة لم يعد مفيداً (بالنسبة لهم)، و تم اختراع العديد من الطرق التي يتم من خلالها إحصاء الأشخاص الذين لا يعملون بشكلٍ يجامل الأرقام الحقيقية.
مع وضع ما سبق بعين الاعتبار، يجب علينا مشاهدة أحدث أرقام الوظائف الأمريكية. حيث كان عدد الوظائف الجديدة المنشأة في شهر مايو قد تراجع إلى 54000 من 230000 و هو الرقم الذي تم تعديله أساساً في شهر أبريل. كما وخابت توقعات المحللون بأن تظهر أرقام شهر مايو إضافة 150,000 وظيفة خلال الشهر. ويرى الاقتصاد الأمريكي إنشاء وظائف جديدة بشكل مستمر منذ ثمانية أشهر، و هو بالتأكيد أمرٌ جيد. إلا أن معدل البطالة قد أرتفع من 9.1% إلى 9% في شهر أبريل، وهنا ظهر مارك توين.
توحي حقيقة أن معدل البطالة لم ينخفض إلى أن الاقتصاد الأمريكي فقد على الأقل 54000 وظيفة. أعداد الأشخاص الذين لا يملكون عملاً لفترة تزيد عن 26 أسبوع أرتفع فعلياً بمقدار 361000 ليصل إلى 6.2 مليون.
إجمالي العمالة في الولايات المتحدة هو أقل مما كانت عليه قبل الأزمة الاقتصادية بنسبة 5% قبل 3 سنوات و نصف. انخفاض العمالة في الولايات المتحدة يعتبر أسوء ركود في الوظائف هناك منذ الحرب العالمية الثانية. يوجد حوالي 13.9 مليون أمريكي بدون عمل ، و من الطبيعي أنهم لا يأبهون كيف يقوم السياسيون بعدهم، ما يريدونه هو الحصول على عمل.