لقد قالت وكالة الطاقة الدولية في أحدث تقرير شهري لها بأن الطلب العالمي على النفط ستراجع خلال عام 2016، وكما حذرت من أن إعادة التوازن بين العرض والطلب في أسواق النفط "لم تأخذ مجراها لحد الآن."
ولقد قالت وكالة الطاقة الدولية يوم الجمعة بأن أسعار النفط الخام تراجعت إلى أدنى مستوياتها في نحو ثلاثة أشهر أوائل شهر يوليو متأثرة "بارتفاع العرض أكثر من أي وقت مضى" بالإضافة إلى الاضطراب المالي في اليونان والصين الذي هز الأسواق العالمية.
لقد تراجعت أسعار النفط العالمية بنحو 60% في وقت سابق من هذا العام من مستوى 114 دولار للبرميل خلال يونيو الماضي، وذلك على خلفية وفرة العرض وقلة الطلب وسط توقعات النمو العالمي الغير مؤكدة. لقد تم تداول خام برنت القياسي يوم الجمعة عند مستوى 59.44 $ وخام الولايات المتحدة الخفيف حول مستوى 53.62 $.
وعلى خلفية هذه التقلبات توقعت وكالة الطاقة الدولية بأن يتراجع نمو الطلب العالمي على النفط إلى 1.2 مليون برميل يومياً خلال عام 2016، من حوالي 1.4 مليون برميل يومياً هذا العام.
ولقد كان هناك آمال خلال شهري مايو ويونيو بانتعاش الأسعار بسبب استهلاك السوق للمعروض الموجود. لقد تم إغلاق العديد من المنصات في الولايات المتحدة لأن تكاليف الإنتاج أعلى من مثيلاتها في الشرق الأوسط.
ومع ذلك فقد قالت الوكالة أن نمو الطلب بلغ ذروته على ما يبدو خلال الربع الأول من عام 2015، حيث وصل إلى 1.8 مليون برميل يومياً وسوف يستمر في التراجع خلال الفترة المتبقية من هذا العام وخلال العام القادم مع تلاشي الدعم المؤقت."
ولقد أشارت وكالة الطاقة الدولية إلا أنه تم احتواء "منعطفين" ضمن توقعاتها للطلب: الأزمة المالية الحالية في اليونان على الجانب السلبي، والصفقة النووية المحتملة مع إيران التي يمكن أن اؤدي إلى رفع العقوبات عن البلاد على الجانب الايجابي.
ولقد أضافت الوكالة: "إن خروج اليونان المحتمل من الاتحاد النقدي الأوروبي (منطقة اليورو) يمكن أن يؤدي ليس فقط لخفض الطلب اليوناني على المنتجات النفطية، بل قد يحد من التسليم في جميع أنحاء القارة إذا تراجع النشاط الاقتصادي الكلي." "إن ازدياد الخطر الإيراني يهدد إمكانية رفع العقوبات والنمو الاقتصادي والطلب على منتجات النفط الإضافية التي قد تتبع."
تراجع العرض خارج أوبك
ويمكن القول بأن أسعار النفط لم تحصل على مساعدة من قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على عدم قطع سقف الإنتاج البالغ 30 مليون برميل يومياً -على الرغم من تراجع الأسعار والطلب.
في الواقع، فقد قالت الوكالة أنه على الرغم من الطلب العالمي على النفط لم يرتفع إلا أن العرض العالمي قد ارتفع بالفعل. فقد ارتفعت إمدادات أوبك الخام، على سبيل المثال، في يونيو إلى 31.7 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ ثلاث سنوات المدعوم من مستويات الانتاج القياسية في العراق والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
إن هذا القرار بعدم خفض إنتاج أوبك، بقيادة المملكة العربية السعودية، اعتبر على نطاق واسع استراتيجية للدفاع عن حصة اوبك في السوق والضغط على المنافسة الولايات المتحدة المنتجة للنفط الصخري.
ولقد قالت وكالة الطاقة الدولية أن هذه الاستراتيجية قد تنجح لأنه "من المتوقع أن يتوقف نمو العرض خارج أوبك خلال عام 2016 بسبب الأثر السيئ لتراجع أسعار النفط وخفض الانفاق."