تراجعت أغلب الأسهم الأمريكية بتداولات يوم الثلاثاء، في جلسة اتسمت بالتذبذب بعد أن أظهر مؤشر أسعار المستهلك لشهر يناير أن التضخم تباطأ للشهر السابع على التوالي، ولكن ليس بالسرعة التي توقعها الاقتصاديون، في حين عززت التصريحات المتشددة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المخاوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيستمر في رفع أسعار الفائدة هذا العام.
أداء المؤشرات:
- انخفض مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليسجل خسائر بنسبة بلغت -0.46% بما يعادل -156.66 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 34,089.27.
- كما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بنسبة بلغت -0.03% بما يعادل -1.16 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 4,136.13.
- وزاد مؤشر ناسداك المركب (COMP) المثقل بشركات التكنولوجيا ليحقق مكاسب بلغت نسبتها 0.57% بما يعادل 68.36 نقطة، ويغلق عند مستوى 11,960.14.
أظهر مؤشر أسعار المستهلك لشهر يناير/ كانون الثاني ارتفاع تكلفة المعيشة بنسبة 6.4٪ على أساس سنوي، انخفاضًا من 6.5٪ في ديسمبر/ كانون الأول، ولكنه أعلى من توقعات وول ستريت التي كانت عند 6.2٪. على أساس شهري ارتفعت الأسعار بنسبة 0.5٪ في يناير، مقارنة مع زيادة أبطأ بنسبة 0.1٪ في ديسمبر.
ارتفع ما يسمى معدل التضخم الأساسي الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة الأكثر تقلباً بنسبة 0.4 ٪ للشهر الثاني على التوالي، كان أعلى بقليل من توقعات وول ستريت بزيادة 0.3٪.
إن التراجع البطيء للتضخم جعل المستثمرين يتساءلون عن مدى ارتفاع أسعار الفائدة التي سيصل إليها الاحتياطي الفيدرالي، ليتحول تركيزهم إلى التعليقات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الذين تحدثوا بعد إصدار تقرير التضخم للحصول على رؤى جديدة حول تفسيرات البنك المركزي وتوقعات التضخم ورفع أسعار الفائدة.
قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لوري لوجان يوم الثلاثاء إنها تتوقع أن يواصل البنك المركزي دفع سعر الفائدة القياسي إلى أعلى، لكنها لا تريد أن "يثبت" الاحتياطي الفيدرالي ذروة سعر الفائدة أو كيفية الوصول إلى هناك، في غضون ذلك قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توم باركين إن التضخم آخذ في التراجع وإن كان بشكل بطيء، قال باركين في مقابلة تلفزيونية مع بلومبيرج: "أعتقد أنه سيكون هناك الكثير من الجمود، والمزيد من المثابرة التي ربما لا نريدها".
كما قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر يوم الثلاثاء إن البنك المركزي بحاجة إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة بمعدل ربع نقطة مئوية تدريجيًا حتى تتجاوز 5٪.
رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الشهر، مما رفع سعر الفائدة القياسي إلى نطاق من 4.5٪ إلى 4.75٪، كان متداولو العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي يضعون تسعيرًا لاحتمالية بنسبة 91٪ لرفع سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة في مارس/ أذار، متبوعًا برفع آخر بمقدار 25 نقطة أساس في مايو/ أيار، الأمر الذي من شأنه أن يرفع معدل الأموال الفيدرالية إلى 5-5.25٪. توقع بعض المتداولين خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2023.
ربما كان بعض المستثمرين يأملون في انحسار التضخم بشكل أسرع، وهو الأمر الذي كان من شأنه أن يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التراجع عن المزيد من رفع أسعار الفائدة، حيث شجعت البيانات الاقتصادية في الأشهر الأخيرة المستثمرين على الأمل في أن يتمكن الاحتياطي الفيدرالي قريبًا من التوقف عن رفع أسعار الفائدة، مما يسمح للاقتصاد بتجنب الانكماش الحاد وبالتالي دعم أرباح الشركات، ساعدت هذه الرواية في رفع مؤشر S&P 500 بنسبة 7.8٪ حتى الآن هذا العام.
سيتحول تركيز المستثمرين الآن حول الجولة التالية من البيانات المهمة وهي مبيعات التجزئة لشهر يناير يوم الأربعاء، مما يوفر أدلة أكثر حول قوة الإنفاق الاستهلاكي والاقتصاد في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة، يتوقع الاقتصاديون أن الرقم سيظهر أن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 1.9٪ في يناير عن الشهر السابق، بعدما تراجعت مبيعات التجزئة الأمريكية 1.1٪ في ديسمبر.