أغلق الأسهم الأمريكية على ارتفاع حاد بتداولات يوم الجمعة، لتدفع تلك المكاسب مؤشرات الأسهم الرئيسية بما يكفي لتحقيق ارتفاعاً أسبوعياً قوياً، بعد أن أظهر تقرير التوظيف تباطؤ مكاسب الأجور في ديسمبر/ كانون الأول، والذي عزز الآمال بأن رفع أسعار الفائدة قد بدأ في إحداث التأثير المطلوب على الاقتصاد، مما أنعش توقعات المستثمرين بتخفيف التضييق النقدي القوي من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
أداء المؤشرات:
- انتعش مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 2.13% بما يعادل 700.53 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 33,630.61.
- كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 2.28% بما يعادل 86.98 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 3,895.08.
- وصعد مؤشر ناسداك المركب (COMP) المثقل بشركات التكنولوجيا ليحقق مكاسب بلغت نسبتها 2.56% بما يعادل 264.05 نقطة، ويغلق عند مستوى 10,569.29.
على مدار الأسبوع ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 1.5٪، بينما زاد مؤشر S&P 500 بنسبة 1.4٪، وتقدم مؤشر ناسداك المثقل بشركات التكنولوجيا بنسبة 1٪. ليقطع كل من مؤشري S&P 500 و Nasdaq سلسلة خسائر استمرت أربعة أسابيع.
جاء انتعاش الأسهم بعد صدور تقرير الوظائف الشهري للحكومة، حيث أشارت الأرقام الرئيسية إلى القوة المستمرة في سوق العمل، بينما تضمن التقرير أيضًا علامات على التراجع المحتمل بما في ذلك تباطؤ نمو الأجور، في إشارة إلى انحسار ضغوط التضخم.
قال مكتب إحصاءات العمل الأمريكي يوم الجمعة إنه تم خلق 223 ألف وظيفة في ديسمبر، مع انخفاض معدل البطالة إلى 3.5٪، وكان هذا أعلى من التوقعات التي كانت تشير إلى قراءة بخلق 200 ألف وظيفة جديدة، على الرغم من تباطؤ وتيرة خلق الوظائف من 256 ألف وظيفة في نوفمبر/ تشرين الثاني.
في غضون ذلك نمت الأجور بنسبة 0.3٪ في ديسمبر، أقل بقليل من المتوقع وهبوطًا من 0.4٪ في الشهر السابق.
من ناحية أخرى أوضح العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي أنهم يريدون رؤية ارتفاع معدل البطالة للمساعدة في كبح التضخم وترتيب العودة إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪، يتوقع كبار مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي ارتفاع البطالة بنحو نقطة مئوية تقريبًا في عام 2023، وفقًا للتوقعات الصادرة في ديسمبر، كما حذر مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة من استمرار معركة التضخم في البنك المركزي.
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك يوم الجمعة خلال كلمة ألقاها أمام لجنة برعاية الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال في نيو أورلينز إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لديه "المزيد من العمل الذي يتعين القيام به"، قال بوستيك إنه يود أن يرى بنك الاحتياطي الفيدرالي يرفع سعر الفائدة القياسي فوق 5٪، ولكن "ليس أعلى بكثير من 5٪".
وفي يوم الجمعة أيضًا قالت محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك في خطاب ألقته في اجتماع الجمعية الاقتصادية الأمريكية في نيو أورلينز إن "التضخم لا يزال مرتفعًا للغاية، على الرغم من بعض الإشارات المشجعة مؤخرًا، وبالتالي فهو مصدر قلق كبير".
وفي بيانات اقتصادية أخرى صدرت يوم الجمعة قال معهد إدارة التوريد إن مؤشر قطاع الخدمات لديه انخفض إلى 49.6٪ في ديسمبر من 56.5٪ في نوفمبر. تعد الأرقام الأقل من 50٪ علامة على انكماش الاقتصاد، حيث تحولت قراءة المؤشر لشهر ديسمبر إلى سلبية للمرة الأولى منذ مايو/ أيار من عام 2020.
انخفض مؤشر S&P 500 بحوالي 17٪ خلال الـ 12 شهرًا الماضية بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 4.25 نقطة مئوية في عام 2022، في محاولة لسحق التضخم الذي بلغ أعلى مستوى له في أربعة عقود عند 9.1٪ في يونيو/ حزيران بناءً على أسعار المستهلكين.
انتعشت الأسهم من أدنى مستوياتها في 2022 التي سجلتها في أكتوبر/ تشرين الأول قبل اجتماع السياسة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في 13-14 ديسمبر، لكنها سرعان ما فقدت زخمها وفقدت قوتها حتى نهاية الشهر، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية أسوأ أداء سنوي لها منذ عام 2008. أغلقت الأسهم على ارتفاع بعد الافراج عن محضر يوم الاربعاء، ثم تراجعت الجلسة التالية، بعد أن أظهرت بيانات ADP بشأن التوظيف في القطاع الخاص مكاسب وظيفية أقوى من المتوقع في ديسمبر، والتي أثارت الخوف من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى التمسك بسياسة أسعار الفائدة المتشددة لمنع سوق العمل الساخن من زيادة التضخم.