أغلقت الأسهم الأمريكية على خسائر حادة بتداولات يوم الأربعاء، حيث سجل كل من مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 أسوأ يوم لهما منذ أكثر من شهر، بعد أن أثارت البيانات المتعلقة بانخفاض مبيعات التجزئة في موسم التسوق في العطلات مخاوف من أن إنفاق المستهلكين والنمو الاقتصادي متقلبان، كما أدت التعليقات المتشددة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى توتر مزاج المستثمرين بشكل أكبر.
أداء المؤشرات:
- انزلق مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) انخفاضاً ليسجل خسائر بنسبة بلغت -1.81% بما يعادل -613.89 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 33,296.96.
- كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بنسبة بلغت -1.56% بما يعادل -62.11 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 3,928.86.
- وانخفض مؤشر ناسداك المركب (COMP) المثقل بشركات التكنولوجيا ليسجل خسائر بلغت نسبتها -1.24% بما يعادل -138.10 نقطة، ويغلق عند مستوى 10,957.01.
كان انخفاض يوم الأربعاء أول خسارة لمؤشر ناسداك في ثماني جلسات، بينما شهد مؤشرا داو جونز وستاندرد آند بورز 500 أكبر انخفاض يومي لهما بالنسبة المئوية منذ 15 ديسمبر/ كانون الأول.
أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية يوم الأربعاء أن أسعار الجملة تراجعت 0.5٪ في ديسمبر/ كانون الأول، وهو أكبر انخفاض منذ أبريل/ نيسان من عام 2020 عندما بدأت جائحة فيروس كورونا، مما زاد من الأدلة على أن التضخم رغم أنه لا يزال مرتفعا فقد بدأ في الانحسار.
مع ذلك انخفضت مبيعات التجزئة في ديسمبر بنسبة 1.1٪، متقلصة للشهر الثاني على التوالي، بعدما توقع الاقتصاديون انخفاضًا بنسبة 1٪، تمثل مبيعات التجزئة جزءًا كبيرًا من إنفاق المستهلكين ويمكن أن تقدم أدلة حول قوة الاقتصاد.
في بيانات اقتصادية أخرى انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 0.7٪ في ديسمبر في أكبر انخفاض شهري منذ سبتمبر/ أيلول من عام 2021.
في غضون ذلك كرر مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء عزمهم على خفض التضخم من خلال المزيد من رفع أسعار الفائدة، فقد قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد إنه لا ينبغي على الاحتياطي الفيدرالي "المماطلة" في رفع أسعار الفائدة القياسية حتى تتجاوز 5٪.
بينما أقرت لوريتا ميستر رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند بأن الاقتصاد بدأ يرى "نوع الإجراءات التي نحتاج إلى رؤيتها"، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة، ميستر من بين الأعضاء الأكثر تشددًا باستمرار في لجنة تحديد أسعار الفائدة بالبنك المركزي المكونة من 19 شخصًا.
ففي مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس قالت ميستر إن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتعين عليه رفع سعر الفائدة فوق 5٪ للحصول على التضخم عند المستوى المستهدف وهو 2٪.
سلطت تعليقات مسئولي الاحتياطي الفيدرالي الضوء أيضًا على التباين بين تقدير البنك المركزي الأمريكي لسعر الفائدة النهائي وتوقعات السوق، والتي ستبلغ ذروتها عند 4.88٪ بحلول يونيو/ حزيران، في حين يراهن التجار الآن على رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في فبراير/ شباط.
بشكل منفصل أشار أحدث كتاب بيج لمجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن النشاط الاقتصادي الأمريكي إما أنه ارتفع بشكل طفيف أو انخفض بشكل طفيف خلال الأسابيع الستة الماضية، أبلغ بنك إقليمي واحد فقط وهو بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك عن انخفاض كبير في النشاط، على الرغم من ذلك في الأشهر المقبلة تتوقع الولايات عمومًا أن تشهد نموًا طفيفًا في أعقاب التضخم المستمر وأسعار الفائدة المرتفعة.
يركز المستثمرون أيضًا على الدفعة التالية من تقارير أرباح الشركات في الولايات المتحدة للربع الرابع، حتى الآن مع الإبلاغ عن 33 مكون من مكونات مؤشر S&P 500 فإن 67 ٪ منهم قد تفوقوا على توقعات الأرباح، ومع ذلك فإن خيبات الأمل البارزة من أمثال Goldman Sachs يوم الثلاثاء تجعل من الصعب على مؤشر S&P 500 التحرك بشكل حاسم فوق مستوى 4,000.