تكبدت الأسهم الأمريكية خسائر قوية بتداولات يوم الخميس، بعد جولة من البيانات الاقتصادية المتفائلة، حيث يخشى المستثمرون من أن تلك البيانات ستدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة لفترة أطول مما كان متوقعًا.
أداء المؤشرات:
- انخفض مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليسجل خسائر بنسبة بلغت -1.05% بما يعادل -348.99 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 33,027.49.
- ونزل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بنسبة بلغت -1.45% بما يعادل -56.05 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 3,822.39.
- كما تراجع مؤشر ناسداك المركب (COMP) المثقل بشركات التكنولوجيا ليسجل خسائر بلغت نسبتها -2.18% بما يعادل -233.25 نقطة، ويغلق عند مستوى 10,476.12.
يمكن أن تكون الأخبار الاقتصادية الإيجابية سلبية للأسهم من خلال التأكيد على التوقعات بأن صانعي السياسة النقدية سيظلون عدوانيين في جهودهم لمكافحة التضخم.
شهد المستثمرون مجموعة أخرى من البيانات الاقتصادية القوية يوم الخميس، بما في ذلك قراءة منقحة للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث والتي أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي توسع بسرعة أكبر مما كان يعتقد سابقًا، تم تعديل النمو صعودًا إلى 3.2٪ مرتفعًا من 2.9٪، وذلك عن التحديث السابق الذي صدر الشهر الماضي.
ارتفع عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة في الأسبوع السابق لعيد الميلاد بشكل طفيف إلى 216 ألف مطالبة، لكن الطلبات الجديدة ظلت منخفضة وتشير إلى أن سوق العمل لا يزال قويًا للغاية، توقع الاقتصاديون أن عدد الطلبات الجديدة سيصل إلى 220 ألفًا في الأيام السبعة المنتهية في 17 ديسمبر/ كانون الأول.
طلبات إعانة البطالة ترتفع قليلاً ولكن تأتي دون التوقعات، وقد تكون هذه علامة على أن رغبة بنك الاحتياطي الفيدرالي في تباطؤ سوق العمل سوف تستمر حتى عام 2023.
وأظهر تقرير ثالث أن المؤشر الرئيسي لكونفرنس بورد وهو مقياس للنشاط الاقتصادي الأمريكي المستقبلي انخفض للشهر التاسع على التوالي بنسبة 1% في نوفمبر/ تشرين الثاني، مما يشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي يتجه نحو الانكماش.
لقد أثرت مخاوف الركود المتعلقة بدورة رفع أسعار الفائدة المطولة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشدة على الأسهم هذا العام، حيث يسير مؤشر S&P 500 على المسار الصحيح نحو انخفاض سنوي بنسبة 19.8٪، وهو أكبر انخفاض سنوي له منذ الأزمة المالية عام 2008.
زادت خسائر الأسهم في وول ستريت بعد أن قال مدير صندوق التحوط المخضرم ديفيد تيبر في مقابلة تلفزيونية مع سي إن بي سي إنه "يميل إلى الابتعاد عن أسواق الأسهم" بسبب مخاوف من أن ارتفاع أسعار الفائدة سيؤدي إلى مزيد من الضرب على الأسهم.
بالنظر إلى سوق السندات كان عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ثابتًا عند 3.68٪، بينما ارتفع العائد لأجل عامين بمقدار 6 نقاط أساس إلى 4.28٪.
كان أداء مؤشر ناسداك دون المستوى وانخفض بنسبة 2.2٪، مما أدى إلى محو مكاسب الجلسة الماضية مع ارتفاع الدولار واستقرار عوائد سندات الخزانة بالقرب من أعلى مستوياتها في ثلاثة أسابيع.
فقد أدت نتائج الأرباح السيئة من شركة Micron Technology (MU) إلى تدهور الحالة المزاجية في السوق، حيث حذرت أكبر شركة مصنعة لرقائق الذاكرة في الولايات المتحدة من حدوث تخمة في سوق أشباه الموصلات وتوقعت خسارة أكبر من المتوقع في الربع الثاني نتيجة لذلك، كشفت الشركة عن سلسلة من إجراءات خفض التكاليف للمساعدة في تعويض الانخفاض المتوقع في الإيرادات، بما في ذلك تخفيض القوة العاملة بنسبة 10٪، وتراجعت الأسهم 3.4% يوم الخميس.
أيضًا تراجعت أسهم Tesla بأكثر من 9٪ وواصلت تقلبات هذا الأسبوع بعد الإعلان عن تخفيضات على طرز مختارة، مما أدى إلى تعميق الانخفاضات الحادة لعملاق السيارات الكهربائية، والذي انخفض الآن بأكثر من 68٪ هذا العام.
وفي صباح يوم الخميس قالت الشركة أيضًا إنها تقدم للمستهلكين الأمريكيين خصمًا بقيمة 7,500 دولار على طرازين من الطرازين الأكبر حجمًا قبل نهاية العام، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لمعالجة الطلب المتضائل.
ينتظر المستثمرون لمعرفة ما إذا كان انتعاش بابا نويل وهو ارتفاع موسمي في سوق الأسهم يميل إلى الحدوث في نهاية ديسمبر سيحدث هذا العام، لكن يمر الشهر بشكل متشائم حتى الآن حيث اتسم بمخاوف بشأن التضخم وارتفاع أسعار الفائدة واحتمال حدوث ركود، مما يكاد ينهي الآمال في تحقيق مكاسب نهاية العام.
