أغلقت الأسهم الأمريكية على ارتفاع حاد بتداولات يوم الجمعة، في جلسة تداول اتسمت بالتذبذب ولكنها بالرغم من ذلك سجلت خسائر أسبوعية، لتقطع سلسلة خسائر استمرت أربعة أيام متتالية لجميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة، حيث عانى مؤشر ناسداك المركب المثقل بشركات التكنولوجيا من أكبر انخفاض أسبوعي له بالنسبة المئوية منذ يناير/ كانون الثاني، وجاءت تلك المكاسب الأخيرة بعدما تلقى المستثمرون تقرير الوظائف لشهر أكتوبر/ تشرين الأول، والذي أظهر قراءة رئيسية أقوى من المتوقع وارتفاع معدل البطالة.
أداء المؤشرات:
- ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 1.26% بما يعادل 401.97 نقطة فقط، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 32,403.22.
- كما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 1.36% بما يعادل 50.66 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 3,770.55.
- وتقدم مؤشر ناسداك المركب (COMP) المثقل بشركات التكنولوجيا ليحقق مكاسب بلغت نسبتها 1.28% بما يعادل 132.31 نقطة، ويغلق عند مستوى 10,475.25.
على مدار الأسبوع شهدت المؤشرات الثلاثة الرئيسية انخفاضًا، حيث تراجع مؤشر داو جونز بنسبة 1.4٪، بينما هبط مؤشرا ستاندرد آند بورز وناسداك بنسبة 3.3٪ و 5.7٪ على التوالي.
وجد المستثمرون بعض العزاء في تباطؤ معدل خلق الوظائف الجديدة للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر، فقد ارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 261 ألف وظيفة، فوق الزيادة المتوقعة البالغة 198 ألف في استطلاع جمعته بلومبرج ومقارنة مع 315 ألف وظيفة معدلة بالزيادة في سبتمبر/ أيلول. إن قراءة شهر أكتوبر هي أقل عدد من الوظائف التي تم إنشاؤها منذ ديسمبر/ كانون الأول من عام 2020، عندما شهد الاقتصاد الأمريكي تراجع أكثر من 100 ألف وظيفة.
أشار محللو السوق والاقتصاديون إلى أن بيانات الوظائف ليست ضعيفة بما يكفي للتلميح إلى ركود قادم، ولم تكن قوية بما يكفي للضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي للنظر في برنامج أكثر عدوانية لرفع أسعار الفائدة.
بعض التفاصيل الواردة في التقرير بما في ذلك ارتفاع معدل البطالة وتراجع المشاركة في القوى العاملة التي انخفضت إلى 62.2٪ من 62.3٪ تشير إلى أن سوق العمل بدأ في التراجع، وهو ما يشير بدوره إلى أهداف الاحتياطي الفيدرالي.
لا يزال معدل البطالة منخفضًا حيث ارتفع بشكل طفيف إلى 3.7٪ في أكتوبر من 3.5٪، وفقًا لتقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة عن المكتب الأمريكي لإحصاءات العمل.
وأشار المحللون إلى أن التقرير لم يغير التوقعات لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما يعني أن الأسواق من المرجح أن تظل متقلبة حيث يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة في العام المقبل.
واجهت الأسهم ضغوطًا هذا الأسبوع بعد أن أوضح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء أن البنك المركزي ليس قريبًا من إنهاء حملته لرفع أسعار الفائدة.
رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي بمقدار 75 نقطة أساس كما هو متوقع، وقال باول في مؤتمر صحفي إنه "من السابق لأوانه التفكير في التوقف المؤقت". وألمح إلى أن معدل الأموال الفيدرالية قد يحتاج إلى تجاوز 5٪ والبقاء هناك لفترة من أجل إعادة التضخم نحو هدف البنك المركزي البالغ 2٪.
قالت رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز يوم الجمعة في تصريحات لمعهد بروكينغز: "من السابق لأوانه الإشارة إلى الكيفية التي يجب أن ترتفع بها معدلات الفائدة". وقالت إن الارتفاعات المحتملة لأسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية أو نصف نقطة مئوية أصغر كلاهما مطروح على طاولة اجتماع السياسة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر/ كانون الأول.
سيتحول تركيز السوق الآن إلى قراءة التضخم الرئيسية المقرر صدورها الأسبوع المقبل، وكذلك انتخابات التجديد النصفي الأمريكية في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني.
التحليل التقني لمؤشر ناسداك 100 (NDX) – على فترة زمنية يومية
ارتفع مؤشر ناسداك 100 المثقل بشركات التكنولوجيا بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ليحاول تعويض بعضاً من خسائره الأسبوعية الحادة.
يأتي ارتفاع المؤشر الأخير وسط سيطرة الاتجاه التصحيحي الهابط على المدى القصير وتداولاته بمحاذاة خط ميل، مع استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، بالإضافة إلى ذلك نلاحظ توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ولهذا فتوقعاتنا ترجح عودة انخفاض المؤشر خلال تداولاته القادمة، ليستهدف مستوى الدعم المهم 10,440.65، ويظل هذا السيناريو السلبي قائماً طيلة ثبات المقاومة 11,681.85.