أغلقت الأسهم الأمريكية على ارتفاع حاد بتداولات يوم الأربعاء، متعافية من أدنى مستوياتها خلال عام الجاري، بدعم من انخفاض قوي في عوائد سندات الخزانة، عقب التدخل المفاجئ من بنك إنجلترا في سوق السندات الحكومية في المملكة المتحدة. ليكسر مؤشر داو جونز الصناعي سلسلة خسائر امتدت لست جلسات متتالية، في حين أنهى مؤشر S&P 500 أطول سلسلة خسائر له منذ فبراير/ شباط من عام 2020.
أداء المؤشرات:
- انتعش مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 1.88% بما يعادل 548.75 نقطة فقط، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 29,683.74.
- وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 1.97% بما يعادل 71.75 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 3,719.04.
- كما تقدم مؤشر ناسداك المركب (COMP) انخفاضاً ليحقق مكاسب لغت نسبتها 2.05% بما يعادل 222.13 نقطة، ويغلق عند مستوى 11,051.64.
ارتفع مؤشر S&P 500 للمرة الأولى منذ رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى قبل أسبوع، وتلقت الأسهم بعض الدعم من الانخفاض الحاد في عوائد سندات الخزانة، بعد تخطي عائد الـ 10 سنوات حاجز 4% في وقت مبكر يوم الأربعاء لأول مرة منذ الأزمة العالمية لسنة 2008، كما انخفض العائد على السندات البريطانية لأجل 30 عامًا بأكثر من نقطة مئوية واحدة.
قال بنك إنجلترا إنه يتدخل في شراء كميات غير محدودة من السندات طويلة الأجل للمساعدة في استقرار الأسواق، بعد ارتفاع عائدات الذهب وهبوط الجنيه الإسترليني إلى مستوى قياسي منخفض في أعقاب إعلانات الميزانية البريطانية يوم الجمعة الماضي، كما أرجأ بنك إنجلترا عملية بيع مخططة للذهب للأسبوع المقبل، مشيرًا إلى احتمال وجود مخاطر جوهرية على الاستقرار المالي في المملكة المتحدة بسبب البيع غير المنتظم في سوق الذهب.
يأتي ذلك بعدما انخفض الجنيه إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار في وقت سابق من هذا الأسبوع حيث كشفت حكومة المملكة المتحدة عن برنامج للتخفيضات الضريبية.
كانت أسواق السندات تتصدر اهتمام الأسواق مؤخرًا، حيث يخشى المستثمرون من أن عزم الاحتياطي الفيدرالي على مكافحة التضخم سيستمر في دفع تكاليف الاقتراض إلى الأعلى، مما يلحق الضرر بالاقتصاد وأرباح الشركات.
في غضون ذلك كان المستثمرون يستمعون باهتمام إلى تعليقات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حول مسار السياسة النقدية، حيث أيد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك يوم الأربعاء رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى في نوفمبر/ تشرين الثاني.
قال تشارلز إيفانز رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو إن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحمل على الأرجح تكاليف الاقتراض إلى حيث يجب أن تكون بحلول أوائل العام المقبل.
وخلال مؤتمر "Deliving Alpha Investor Summit" على قناة سي إن بي سي يوم الأربعاء قال المستثمر الملياردير ستانلي دروكنميلر أنه يرى "هبوطًا صعبًا" للاقتصاد الأمريكي بحلول نهاية عام 2023، حيث سيؤدي التشديد النقدي القوي للاحتياطي الفيدرالي إلى حدوث ركود، وأضاف إنه لا يستبعد "شيئًا سيئًا حقًا". "سوف أذهل إذا لم يكن لدينا ركود في عام 23، لا أعرف التوقيت ولكن بالتأكيد بنهاية عام 23".
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية عادت طلبات الرهن العقاري في الولايات المتحدة إلى منطقة الانكماش الأسبوع الماضي مع ارتفاع أسعار الفائدة، حسبما أفادت جمعية المصرفيين للرهن العقاري يوم الأربعاء. انخفض مؤشر السوق المركب الذي يقيس حجم طلبات القروض بنسبة 3.7٪ للأسبوع المنتهي في 23 سبتمبر/ أيلول، بعد ارتفاعه قبل أسبوع للمرة الأولى في الأسابيع الستة السابقة.