ارتفعت الأسهم الأمريكية في مستهل تداولات الأسبوع بتداولات يوم الثلاثاء، بعد عطلة طويلة استمرت ثلاثة أيام احتفالاً باليوم الوطني للاستقلال التاسع عشر يوم الاثنين، وبعدما سجلت أسوأ أداء أسبوعي للأسهم منذ أكثر من عامين.
أداء المؤشرات:
- تعافى مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 2.15% بما يعادل 641.47 نقطة فقط، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 30,530.25.
- وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 2.45% بما يعادل 89.95 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 3,764.79.
- كما انتعش مؤشر ناسداك المركب (COMP) المركب ليحقق مكاسب لغت نسبتها 2.51% بما يعادل 270.95 نقطة، ويغلق عند مستوى 11,069.30.
من المؤكد أن قلة الأخبار خلال عطلة نهاية الأسبوع كانت موضع ترحيب للمستثمرين الذين شاهدوا الأسهم وهي تغرق في الخسائر خلال تداولات الأسبوع الماضي. فقد انخفض كل مؤشر من المؤشرات الثلاثة الرئيسية بنسبة 4 ٪ على الأقل بعدما كشف الاحتياطي الفيدرالي عن خطة رفع أسعار الفائدة بصورة أكثر قوة.
وقد أشعل ذلك مخاوف من أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة المصمم للقضاء على التضخم المرتفع إلى دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود. على أقل تقدير سيؤدي ذلك إلى تباطؤ النمو الاقتصادي.
لذلك كان المستثمرون يركزون على ارتفاع التضخم الذي دفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى إلى رفع أسعار الفائدة، وكذلك على الحرب في أوكرانيا التي شلت صادرات الحبوب وأدت إلى فرض عقوبات على روسيا المصدرة للطاقة.
يتساءل البعض عما إذا كان بإمكان الأسهم الاستمرار في الانتعاش خلال هذه المرحلة، مع الأخذ في الاعتبار عدم وجود إشارات جديدة حول توقعات التضخم أو صورة النمو الأساسية، والتي يمكن أن تؤدي إلى تحول ذي مغزى في توقعات المستثمرين حول وتيرة التضييق الكمي للاحتياطي الفيدرالي.
أكدت البنوك المركزية العالمية بوضوح أن استقرار الأسعار يتفوق على النمو الاقتصادي في قائمة أولوياتها، مما أدى إلى حدوث اضطرابات كبيرة في السوق.
في غضون ذلك قال الرئيس جو بايدن يوم الاثنين إنه سيقرر بحلول نهاية الأسبوع ما إذا كان سيطلب توقف مؤقت عن ضريبة البنزين الفيدرالية، حيث قال أيضًا إن الركود الأمريكي ليس حتميًا. تحدث بايدن مع وزير الخزانة الأمريكي السابق لاري سمرز الذي قال إن معدل البطالة بحاجة إلى الارتفاع لخفض التضخم.
حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد من أن توقعات التضخم قد تصبح غير مقيدة بدون إجراءات جديرة بالثقة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، قال بولارد في حدث استضافته مدرسة برشلونة للاقتصاد يوم الإثنين إن توقعات التضخم في الولايات المتحدة "لا يمكن أن تتلاشى دون اتخاذ إجراء موثوق به من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما قد يؤدي إلى نظام جديد من التضخم المرتفع والأداء الاقتصادي الحقيقي المتقلب".
في غضون ذلك وصف رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توماس باركين يوم الثلاثاء توجيهات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن البنك المركزي الأمريكي سيرفع أسعار الفائدة على الأرجح بمقدار 50 أو 75 نقطة أساس في يوليو بأنه "معقول"، وقال إنه أيضًا يتوقع زيادات قوية في أسعار الفائدة في المستقبل.
من الناحية المثالية تود الأسواق أن تسمع في اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي القادمة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قادر على تهدئة التضخم دون التسبب في ركود، على الرغم من أن احتمالات ذلك قد انخفضت قليلاً. سيدلي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشهادته أمام الكونجرس بشأن السياسة النقدية صباح الأربعاء.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية الأمريكية يوم الثلاثاء فقد قالت الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين إن مبيعات المنازل القائمة تراجعت بنسبة 3.4٪ إلى معدل سنوي معدل موسمياً قدره 5.41 مليون في مايو/ أيار. مقارنة بشهر مايو لعام 2021، انخفضت مبيعات المنازل بنسبة 8.6٪. وجاء هذا التراجع متماشيا مع توقعات الاقتصاديين في استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال.
بالنظر إلى المستقبل يتوقع المستثمرون سماع المزيد من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عندما يدلي بشهادته أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ يوم الأربعاء.
