تخلت الأسهم الأمريكية عن مكاسبها المبكرة لتغلق على انخفاض حاد بتداولات يوم الثلاثاء، متراجعة للجلسة الثانية على التوالي بعدما أثارت البيانات الاقتصادية المتشائمة مخاوف بشأن توقعات أرباح الشركات.
أداء المؤشرات:
- انخفض مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليسجل خسائر بنسبة بلغت -1.56% بما يعادل -491.27 نقطة فقط، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 30,946.99.
- كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بنسبة بلغت -2.01% بما يعادل -78.56 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 3,821.55.
- وهبط مؤشر ناسداك المركب (COMP) المركب ليسجل خسائر لغت نسبتها -2.98% بما يعادل -343.01 نقطة، ويغلق عند مستوى 11,181.54.
بعد بداية رهيبة لعام 2022 تغيرت معنويات المستثمرين تجاه بعض الأسهم والقطاعات الأكثر تضرراً خلال الأيام العشرة الماضية، حقق S&P 500 أفضل يوم له منذ عام 2020 يوم الجمعة الماضية، ثم شهد خسائر طفيفة يوم الاثنين. بدأ يوم الثلاثاء بنفس الطريقة لكن الأسهم لم تستطع التمسك بمكاسبها المبكرة وشرعت في رحلة في اتجاه واحد نزولًا بعد جرس الافتتاح.
واجه المستثمرون الأمريكيون مجموعة من البيانات الاقتصادية الضعيفة، مما ساعد على إذكاء المخاوف بشأن توقعات أرباح الشركات والتوجيهات الخاصة بها. قال المحللون إن التوقعات بشأن أرباح الشركات لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال العام المقبل ظلت قوية بشكل مدهش هذا العام، مما يترك مجالًا للشركات لمشاركة الأرباح والتوجيهات المخيبة للآمال عندما يبدأ موسم أرباح الربع الثاني الشهر المقبل.
فقد انخفض مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن كونفرنس بورد Conference Board’s في يونيو/ حزيران إلى أدنى مستوى له في 16 شهرًا عند 98.7، حيث زاد قلق الأمريكيين بشأن ارتفاع أسعار الغاز والغذاء وصحة الاقتصاد. كان الاقتصاديون الذين استطلعت آرائهم صحيفة وول ستريت جورنال قد توقعهم أن ينخفض المؤشر إلى 100 من 103.2 المعدلة في مايو/ أيار. وفي الوقت نفسه جاء مؤشر ريتشموند الفيدرالي الصناعي Richmond Fed Manufacturing Index عند -19، وهو أدنى قراءة له منذ مايو 2020.
ذكّرت هذه البيانات المستثمرين باحتمال أن يكون الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود بالفعل، حيث يتوقع المحللون نمو أرباح الشركات المدرجة على مؤشر S&P 500 بنسبة 4.3٪ خلال الربع الثاني، وهو أبطأ وتيرة لنمو الأرباح الفصلية منذ الربع الرابع من عام 2020، وقد تم تخفيض هذه التوقعات بنقطة مئوية كاملة منذ مارس/ آذار.
في وقت سابق من الجلسة حصلت الأسهم الأمريكية والشركات المرتبطة بالسفر على وجه الخصوص على دفعة إيجابية من الأخبار التي تفيد بأن الحكومة الصينية قد قصرت وقت الحجر الصحي للمسافرين الدوليين، كما خففت بكين متطلبات الاختبار للأشخاص في الحجر الصحي، وذلك في إطار جهودها لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.
في مقابلة تلفزيونية قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز إنه يتوقع أن يشهد الاقتصاد الأمريكي تباطؤًا، ولكن ليس ركودًا حيث يشدد البنك المركزي بقوة السياسة النقدية في محاولة لكبح التضخم. قال ويليامز إنه يتوقع أن يناقش صانعو السياسة ما إذا كانوا سيرفعون أسعار الفائدة بمقدار 50 أو 75 نقطة أساس أخرى عندما يجتمعون في يوليو/ تموز، بعد أن قدموا 75 نقطة أساس زيادة في وقت سابق من هذا الشهر، وهي الأكبر منذ عام 1994.
وأظهرت البيانات أيضًا أن العجز التجاري الأمريكي في السلع تقلص بنسبة 2.2٪ في مايو إلى 104.3 مليار دولار. حيث سجل مؤشر S&P CoreLogic Case-Shiller لـ 20 مدينة مكاسب بنسبة 21.2٪ على أساس سنوي في أبريل/ نيسان، بارتفاع طفيف عن 21.1٪ في الشهر السابق. أظهر تقرير منفصل من الوكالة الفيدرالية لتمويل الإسكان مكاسب شهرية بنسبة 1.6٪. وخلال العام الماضي ارتفع مؤشر FHFA بنسبة 18.8٪.
سيكون هناك أيضًا المزيد من البيانات الاقتصادية للمساعدة في تحديد المسار المستقبلي لرفع أسعار الفائدة، ستتم مراقبة بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة يوم الخميس عن كثب، مع الأخذ في الاعتبار أن نفقات الاستهلاك الشخصي هي مؤشر التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، بينما ستوفر مطالبات البطالة يوم الخميس ومسح التصنيع ISM يوم الجمعة قراءة أكثر حداثة عن صحة الاقتصاد، كما سيأتي الأسبوع المقبل بتقرير التوظيف لشهر يونيو.