ارتفعت الأسهم الأمريكية بشكل حادة بتداولات يوم الجمعة، وسط دلائل على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في التعامل مع تباطؤ النمو المحتمل على محمل الجد، مع زيادة الآمال في السوق بأنه لن يرفع أسعار الفائدة بالسرعة التي يُخشى منها والتي قد تؤدي إلى كساد اقتصادي.
ولكن جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة سجلت أسبوعًا آخر من الخسائر، ليعاني مؤشر داو جونز من أطول سلسلة خسائر أسبوعية متتالية منذ عام 2001.
أداء المؤشرات:
- تراجع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليسجل خسائر بنسبة بلغت 1.47% بما يعادل 466.36 نقطة فقط، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 32,196.66.
- كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بنسبة بلغت 2.39% بما يعادل 93.81 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 4,023.89. ليغلق بنسبة 16.1٪ من أعلى مستوى قياسي له والذي سجله يوم 3 يناير/ كانون الثاني.
- بينما صعد مؤشر ناسداك المركب (COMP) المركب ليحقق مكاسب لغت نسبتها 3.82% بما يعادل 434.04 نقطة، ويغلق عند مستوى 11,805.00.
خلال الأسبوع الماضي انخفض مؤشر داو بنسبة 2.1٪ وذلك للأسبوع السابع على التوالي، وهو أطول سلسلة خسائر له منذ يوليو/ تموز 2001، وتراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 2.4٪ وذلك للأسبوع السادس على التوالي، وهو أسوأ سلسلة خسائر له منذ يونيو/ حزيران لعام 2011، ونزل مؤشر Nasdaq بنسبة 2.8٪ أيضًا للأسبوع السادس على التوالي، مسجلاً أطول سلسلة خسائر متتالية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2012.
يرى بعض المحللين أن الأسهم تستحق على الأقل ارتدادًا على المدى القصير بعد الخسائر الأخيرة، بحجة أن البيع هذا الأسبوع قد يكون قد وصل إلى مستويات ذروة البيع على المدى القريب، ولكنهم حذروا من أن الاتجاه الهبوطي قد يظل مستمراً فترة من الوقت.
في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من يوم الخميس بالإذاعة الوطنية العامة وفي برنامج Marketplace حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من أن قدرة البنك المركزي على تشديد السياسة دون دفع الاقتصاد إلى انكماش حاد لا تعود فقط إلى صانعي السياسة.
قال باول: "لذا فإن السؤال عما إذا كان بإمكاننا تنفيذ هبوط ناعم أم لا، قد يعتمد في الواقع على عوامل لا نتحكم فيها".
جادل باول مع الاقتراح القائل إنه في الأسبوع الماضي استبعد احتمال رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساسية عن الطاولة، مؤكداً أنه قال، "لم نكن نفكر في ذلك بجدية".
من المؤكد أن وضع الاحتياطي الفيدرالي الآن ليس مثل السابق، ففي السنوات العديدة الماضية كان بنك الاحتياطي الفيدرالي يشير إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة قد تكون في الطريق عندما تكون هناك مشاكل في الاقتصاد. أما اليوم تتوقع الأسواق عدة ارتفاعات في أسعار الفائدة، ولكن قد لا يكون هناك العديد من الارتفاعات التي تخشاها الأسواق. يُظهر باول أنه يستطيع أن يأخذ تلميحًا من سوق الأوراق المالية المتعثر والاقتصاد الذي يواجه العديد من المخاطر.
عانى السوق في الأسبوع الماضي من أسعار المستهلكين التي فاقت التوقعات، بالإضافة إلى استمرار ارتفاع أسعار المنتجين. في غضون ذلك تراجعت أسعار الواردات الأمريكية في أبريل/ نيسان بعد ارتفاع حاد مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، حسبما ذكرت وزارة العمل يوم الجمعة.
بينما ظلت أسعار السلع الخارجية دون تغيير بعد ارتفاعها بنسبة 2.9٪ في مارس/ أذار، كان الاقتصاديون الذين استطلعت وول ستريت جورنال آرائهم قد توقعوا زيادة بنسبة 0.6٪ في أسعار الواردات في أبريل.
في بيانات اقتصادية أخرى صدرت يوم الجمعة انخفض مقياس جامعة ميشيغان لثقة المستهلك إلى 59.1 في مايو/ أيار من القراءة النهائية لشهر أبريل عند 65.2، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من 10 سنوات، كان الاقتصاديون يتوقعون قراءة بنحو 64.1.
قال المحللون إن بعض التعافي في أسواق العملات المشفرة التي تعرضت للهبوط الحاد يوم الخميس ربما ساعد في الشعور الإيجابي العام. فقد ارتفع سعر البيتكوين BTCUSD بنسبة 4.8٪ عند 29,942 دولارًا، مسجلاً انتعاشًا طفيفًا بعد انخفاضه يوم الخميس إلى حوالي 25,400 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر/ كانون الأول لعام 2020، وانخفضت العملة المشفرة وسط انهيار بعض العملات الأخرى المستقرة، والتي من المفترض أن تكون مرتبطة بالدولار.