تكبدت الأسهم الأمريكية خسائر حادة بتداولات يوم الخميس، متخلية عن مكاسبها يوم الأربعاء، مع ظهور علامات على ذعر المستثمرين حيث سجل داو وناسداك أسوأ انخفاض يومي لهما منذ عام 2020، بعد يوم من إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن زيادة متوقعة على نطاق واسع في أسعار الفائدة.
أداء المؤشرات:
- انخفض مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليسجل خسائر بنسبة بلغت -3.12% بما يعادل 1,063.09 نقطة فقط، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 32,997.97.
- ونزل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بنسبة بلغت -3.56% بما يعادل -153.30 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 4,146.87.
- كما هبط مؤشر ناسداك المركب (COMP) المركب ليسجل خسائر لغت نسبتها -4.99% بما يعادل -647.16 نقطة، ويغلق عند مستوى 12,317.69.
يوم الأربعاء ارتفع كل من S&P 500 وDow بأكثر من 2٪، مسجلين أكبر مكاسب لهما منذ عام 2020، بينما ارتفع مؤشر ناسداك بما يزيد قليلاً عن 3٪.
ظهرت علامات البيع بدافع الذعر في وول ستريت يوم الخميس، بعد يوم من اندلاع موجة صعود عندما قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم إن البنك المركزي ليس من المرجح أن يرفع سعر الفائدة القياسي بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، أدى التعليق على الفور إلى ارتفاع الأسهم يوم الأربعاء والدولار، ولكن ظهر مشهد مختلف تمامًا يوم الخميس.
يعزي المحللين عمليات البيع الحادة إلى مخاوف من أن باول ربما كان أكثر تشاؤمًا بشأن الوتيرة قصيرة المدى لرفع أسعار الفائدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث لا تزال الأسواق تحاول معرفة مقدار الضرر الذي ستلحقه أسعار الفائدة المرتفعة بالاقتصاد والأرباح.
قال بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه سيرفع سعر الإقراض القياسي بمقدار 50 نقطة أساس، أو نصف في المائة، بدلاً من 25 نقطة أساس القياسية، كانت الأسواق تتوقع هذه الخطوة حيث كان بنك الاحتياطي الفيدرالي مصرا على خفض معدلات التضخم المرتفعة، وقال البنك المركزي أيضا إنه سيبدأ في خفض حيازاته من السندات.
إلى جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي يشعر المستثمرون بالقلق إزاء مجموعة متنوعة من القضايا الأخرى من بينها الحرب الروسية الأوكرانية واستمرار عمليات الإغلاق في الصين.
ظهرت المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني بكامل قوتها يوم الخميس، حيث بلغ مؤشر Caixin لمديري المشتريات الصيني وهو مقياس للنشاط الاقتصادي بنحو 36.2 لشهر أبريل/ نيسان، بانخفاض من 42 في مارس/ أذار. القراءة أقل من 50 تشير إلى تراجع النشاط الاقتصادي.
يتمثل أحد المخاوف في أنه إذا لم تتمكن الشركات في جميع أنحاء العالم من الوصول إلى إمدادات كافية من الصين لتلبية الطلب، فسوف ينخفض النشاط الاقتصادي والمبيعات خارج الصين. القلق الآخر هو أن تكاليف الشركات ستستمر في الارتفاع، مما يضع ضغطًا سلبياً على هوامش الربح.
في غضون ذلك أظهر استطلاع جديد أن المعنويات بين المستثمرين الأفراد منخفضة، فقد ظهر من بينهم نحو 16٪ فقط متفائلون بشأن سوق الأسهم، وهي أدنى قراءة له منذ عام 2015 على الأقل، وفقًا لـ Truist.
تظهر هذه الثقة المنخفضة في السوق أيضًا في اتجاهات الأسعار، لا تزال المؤشرات الثلاثة الرئيسية تتداول عند مستويات أقل من المتوسطات المتحركة لمدة 200 يوم، مما يعني أن المستثمرين ما زالوا غير واثقين بما يكفي لشراء الأسهم بأسعار تتماشى مع اتجاهاتهم طويلة الأجل.
كانت أسهم التكنولوجيا هي الأشد تضررا حيث تسببت سوق السندات في إحداث الضغط عليها، فقد ارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 3.05٪، وهو أعلى مستوى لها منذ نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2018، تؤدي العوائد المرتفعة على السندات طويلة الأجل إلى جعل الأرباح المستقبلية للأسهم أقل قيمة مقارنة بالقيمة الحالية، ويتم تقييم العديد من شركات التكنولوجيا سريعة النمو على أساس أنها ستحقق جزءًا كبيرًا من أرباحها في سنوات عديدة بالمستقبل.
من ناحية أخرى تدفع المخاوف الاقتصادية المستثمرين أيضًا إلى التدفق على أصول الملاذ الآمن مثل الدولار الأمريكي، فقد ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.9٪، ليقترب من أعلى مستوى له في عدة عقود.
وفي الوقت نفسه أظهرت البيانات أن مطالبات البطالة الأمريكية لأول مرة ارتفعت بمقدار 19 ألفًا الأسبوع الماضي إلى 200 ألف مطالبة. بينما انخفضت الإنتاجية في الولايات المتحدة بمعدل سنوي 7.5٪ في الربع الأول، وهو أكبر انخفاض منذ عام 1947، وقفزت تكاليف العمالة الموحدة بمعدل سنوي 11.6٪ في الربع الأول.