صعدت الأسهم الأمريكية بشكل حادة خلال تداولات يوم الأربعاء، بعدما تراجعت أسعار النفط من أعلى مستوى لها في أكثر من سبع سنوات، في حين يتطلع المستثمرين إلى اجتماع بين كبار الدبلوماسيين الروس والأوكرانيين لتهدئة الصراع الدامي، حتى مع استمرار القتال الضاري.
أداء المؤشرات:
- ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 2.00% بما يعادل 653.61 نقطة فقط، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 33,286.25.
- وانتعش مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 2.57% بما يعادل 107.18 نقطة، ليستقر في نهاية التداولات على مستوى 4,277.88.
- كما تقدم مؤشر ناسداك المركب (COMP) المركب ليحقق مكاسب بلغت نسبتها 3.59% بما يعادل 459.99 نقطة، ويغلق عند مستوى 13,255.55.
شهدت الأسواق الأمريكية انتعاشًا قويًا، وانضمت إلى بقية الأسهم العالمية، حيث تراجعت أسعار النفط فيما راقب المستثمرون التطورات الأخيرة في أوروبا الشرقية، فقد شهد مؤشر S&P 500 أفضل أيامه هذا العام.
جاء الاتجاه الإيجابي يوم الأربعاء قبل اجتماع بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا في تركيا، كما أفادت رويترز، حيث يبحث المحللون عن تحسن واضح في المواقف. قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لم يعد يضغط للحصول على عضوية الناتو، وهو أحد الأسباب المعلنة لغزو روسيا. كما أشارت التقارير إلى أن زيلينسكي مستعد لحل دبلوماسي للأعمال العدائية التي أشعلتها غزو موسكو الغير مبرر على كييف.
يوم الأربعاء أيضًا كشف المشرعون الأمريكيون عن مشروع قانون جديد من شأنه أن يمول الحكومة الفيدرالية للفترة المتبقية من السنة المالية، فضلاً عن تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا. في تلك اللحظة الأخيرة.
من المحتمل أن يكون التراجع في أسعار السلع الأساسية يوم الأربعاء قد ساعد أيضاً في تحسن معنويات المتداولين، حتى مع حظر الحكومة الأوكرانية تصدير القمح والشوفان وغيرها من المواد الأساسية الرئيسية إلى الإمدادات الغذائية العالمية في محاولة لضمان أن يتمكن المواطنون من الاكتفاء الذاتي من تلك السلع خلال الحرب الروسية المتصاعدة.
حيث يهدد الارتفاع في أسعار السلع الأساسية الناتج عن الحرب في أوكرانيا بزيادة التضخم المرتفع بالفعل في أوروبا والولايات المتحدة على وجه الخصوص، مما يزيد من احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي أو حتى الركود. قامت بعض البنوك برفع توقعات التضخم لديها وخفضت توقعات النمو واعتبرت إمكانية حدوث ركود تضخمي.
التضخم في بؤرة تركيز مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي سيعلن قراره بشأن معدل الفائدة الأسبوع المقبل. تتوقع الأسواق أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، وسوف يحاول المستثمرين تلقي أي إشارات حول عدد عمليات رفع أسعار الفائدة القادمة.
روسيا منتج رئيسي للسلع الأساسية بما في ذلك النفط، لذا فإن العقوبات الصارمة المفروضة على موسكو والحظر الأمريكي على الخام الروسي عززت مخاوف الإمدادات في سوق ضيقة بالفعل. تقول وزارة الزراعة الأمريكية إن تصرفات روسيا تثير عدم اليقين بشأن الإمدادات الزراعية، وتخفض تقديرات صادرات القمح العالمية.
على صعيد البيانات الاقتصادية تراجعت فرص العمل في الولايات المتحدة بشكل طفيف في يناير/ كانون الثاني إلى 11.3 مليون بعد أن سجلت رقما قياسيا في نهاية عام 2021، لكن ملايين العمال يواصلون الاستقالة كل شهر فيما أصبح يعرف باسم "الاستقالة الكبرى".
وقالت وزارة العمل يوم الأربعاء إن عدد الوظائف المفتوحة انخفض من 11.5 مليون ديسمبر/ كانون الأول المنقحة. تأتي بيانات الوظائف قبل مؤشر أسعار المستهلك لشهر فبراير/ شباط وتحديث سياسة البنك المركزي الأوروبي، والتي قد تكون محورية للمستثمرين.