أغلقت الأسهم الأمريكية على مكاسب بتداولات يوم الإثنين في جلسة اتسمت بالتقلبات الشديدة، حيث أدت المخاوف من تشديد السياسة النقدية من جانب الاحتياطي الفيدرالي، والصراع العسكري في روسيا، إلى إثارة الذعر في سوق الأسهم في وقت مبكر من يوم الاثنين، ثم اشترى المستثمرون الانخفاض، ولكن في واحدة من المفاجآت التي ستذكر في التاريخ تحول مسار السوق الهابط إلى مكاسب قبل الإغلاق، حيث سجل مؤشر داو جونز أكبر تحول في تاريخه بعدما تراجع بما يزيد عن 1000 نقطة في تداولاته المبكرة.
أداء المؤشرات:
- ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 0.29% بما يعادل 99.13 نقطة فقط، ليستقر على مستوى قياسي جديد وهو 34,364.50.
- كما صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 0.28% بما يعادل 12.19 نقطة، ليستقر على مستوى قياسي جديد وهو 4,410.13.
- وتقدم مؤشر ناسداك المركب (COMP) المركب ليحقق مكاسب بلغت نسبتها 0.63% بما يعادل 86.20 نقطة، ويغلق عند مستوى 13,855.1.
أنهى مؤشر S&P 500 SPX مرتفعاً بعدما تراجع في البداية بنسبة 3.99٪، ليحقق أكبر تحول منذ 23 أكتوبر/ تشرين الأول لعام 2008. كما أغلق مؤشر ناسداك المركب أيضاً على ارتفاع بعد تراجعه في بداية التداولات بنسبة 4.9% هذا التحول هو الأقوى منذ 10 أكتوبر لعام 2008، وفقًا لبيانات سوق داو جونز.
كان أكبر مكسب اليوم هو مؤشر Russell 2000 لأسهم الشركات ذات رؤوس الأموال القليلة، والذي دخل لفترة وجيزة منطقة السوق الهابطة يوم الإثنين قبل تسجيل مكاسب بنسبة 2٪ يوم الإثنين.
لم يكن هناك محفز محدد لهذا التحول اليومي، لكنه جاء عندما شهدت أجزاء من السوق ما يسمى بظروف ذروة البيع. والذي يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى مطاردة الصفقات من قبل المستثمرين المضاربين والمتداولين الفنيين الذين يبحثون عن الفرص.
تأتي الاضطرابات في الأسواق في الوقت الذي يستعد فيه المستثمرون لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث من المتوقع أن يلقي البنك المركزي مزيدًا من الضوء على سياساته لمكافحة ارتفاع التضخم. كما أصيب السوق بالفزع بسبب التوترات المتصاعدة بين الغرب وروسيا بشأن التعزيزات العسكرية على الحدود مع أوكرانيا.
كان الذعر هو اسم اللعبة حيث أرسلت الانخفاضات في وول ستريت مؤشر تقلب Cboe Volatility Index أو "مقياس الخوف" مرتفعًا إلى 38.94، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2020، قبل أن يتراجع إلى 29.90.
إذا كان أي شيء مسؤولاً عن الانخفاض، فهو الإحساس بأن الاحتياطي الفيدرالي الذي سيصدر قراره بشأن سعر الفائدة يوم الأربعاء مستعد لكبح جماح النمو لترويض التضخم. يتوقع التجار أربع زيادات في أسعار الفائدة في عام 2022، والتي سينفذها بنك الاحتياطي الفيدرالي لكبح التضخم، وهي خطوة قد تخنق النمو الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك ارتفعت عائدات السندات هذا العام جزئيًا استجابةً لإنهاء الاحتياطي الفيدرالي لبرنامج شراء السندات. هذا يجعل الأرباح المستقبلية أقل قيمة، مما يتسبب في انخفاض التقييمات، خاصة بالنسبة لأسهم التكنولوجيا والنمو.
هذا يضع بنك الاحتياطي الفيدرالي في دائرة الضوء هذا الأسبوع، سيتخذ البنك المركزي قرارًا بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء، على الرغم من أن الأسواق لا تتوقع رفع سعر الفائدة حتى شهر مارس/ آذار، إلا أن المستثمرين سيراقبون بيان البنك لمعرفة ما إذا كانت الزيادة في شهر مارس أكثر أو أقل ترجيحًا الآن - وما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سيضغط على المكابح لإبطاء التضخم.