تكبدت الأسهم الأمريكية خسائر فادحة بتداولات يوم الخميس، بعد ارتفاع في عائدات السندات التي أشعلت عمليات البيع الشرسة في الأسهم، وسط مخاوف بشأن شروط الاقتراض الأكثر تشدداً في المستقبل، وذلك بالرغم من البيانات الاقتصادية القوية والتي لم تستطع تهدئة الأسواق.
أداء المؤشرات:
- انخفض مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ليسجل خسائر بلغت نسبتها -1.75% بما يعادل -559.85 نقطة، ليستقر عند مستوى 31,402.01.
- كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بلغت نسبتها -2.45% بما يعادل -96.09 نقطة، ليستقر عند مستوى 3,829.34.
- ونزل مؤشر ناسداك 100 (COMP 100) المركب ليسجل خسائر بلغت نسبتها -3.56% بما يعادل -473.88 نقطة، ويغلق عند مستوى 12,828.31.
أعرب المستثمرون عن قلقهم من أن معدلات السندات المرتفعة قد تقوض الجاذبية النسبية لشراء الأسهم لصالح الاستثمارات ذات الدخل الثابت.
يبدو أن التطورات الإيجابية على جبهة اللقاح والكلمات المهدئة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جولات متتالية من الشهادات أمام الكونجرس يومي الثلاثاء والأربعاء قد خففت التوترات بشأن ارتفاع عائدات السندات وتشديد شروط الاقتراض التي كانت تثير قلق المستثمرين في سوق الأسهم سابقاً. لكن يوم الخميس تراجعت الأسواق من جديد.
قال سكوت كليمونز كبير محللي الاستثمار في شركة براون براذرز هاريمان في مقابلة: "بدأ المستثمرون يدركون أن هناك خطر حدوث تضخم أكبر من ذي قبل". قال كليمونز: "يمكن أن يكون لديك عاصفة تضخم مثالية، لكن الخوف هو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف ينظر إلى ذلك ويقرر أنه دوري فقط".
يوم الخميس قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كانساس سيتي، إستر جورج، إن التضخم قد يرتفع بسرعة بمجرد تطعيم المزيد من الأمريكيين، ويجب على البنك المركزي الأمريكي مراقبة إشارات الأسعار عن كثب.
في غضون ذلك كان المستثمرون يستوعبون القراءة الأسبوعية الأخيرة بشأن أولئك الذين يسعون للحصول على إعانات البطالة وسط جائحة COVID-19، مع انخفاض مطالبات البطالة الأولية الحكومية من 111 ألف إلى 730 ألف في أسبوع 20 فبراير/ شباط. كان الاقتصاديون يتوقعون أن تأتي مطالبات البطالة لأول مرة 845 ألف. كان الانخفاض أكبر من المتوقع، لكن بيانات المطالبات كانت غير منتظمة وغير موثوقة مؤخراً، بسبب معالجة البيانات وسوء الأحوال الجوية ومشاكل أخرى.
على الجانب الإيجابي انخفضت مطالبات البطالة الحكومية المستمرة بمقدار 101 ألف إلى 4.42 مليون. ومع ذلك فإن عدد الأشخاص العاطلين عن العمل بسبب الوباء لا يزال مرتفعاً للغاية.
في بيانات اقتصادية أخرى ارتفعت مبيعات السلع المعمرة بنسبة 1.4٪ في يناير/ كانون الثاني، مع ارتفاع طلبيات السلع الرأسمالية الأساسية بنسبة 0.5٪ الشهر الماضي. بشكل منفصل تم رفع القراءة المحدثة للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة للربع الرابع بشكل طفيف إلى 4.1٪ من 4٪ من التقدير الأول.
انخفض مؤشر مبيعات المنازل المعلقة بنسبة 2.8٪ في يناير، بعد أربعة أشهر متتالية من الانخفاضات التي شهدتها الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين. يسجل المؤشر المعاملات العقارية التي تم فيها توقيع العقد، ولكن البيع لم يُغلق بعد، مما يجعله مؤشراً على المكان الذي ستذهب إليه مبيعات المنازل القائمة في الأشهر المقبلة.
التحليل التقني لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 – المؤشر يعاود الانخفاض
انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز (S&P 500) من جديد بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ليتكبد خسائر في آخر جلساته بنسبة بلغت -3.56% ليفقد المؤشر نحو -473.88 نقطة، ويستقر في نهاية التداولات على مستوى 12,828.31، بعد ارتفاعه بتداولات يوم الأربعاء بنسبة بلغت 0.81%.
تعرض المؤشر للضغط السلبي في وقت سابق عندما كسر خط اتجاه رئيسي صاعد، كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، ليؤدي بدوره لتخطي دعم متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، ما يضاعف من الضغوط السلبية على تداولات المؤشر القادمة.
ولهذا تشير توقعاتنا إلى المزيد من الانخفاض التصحيحي للمؤشر خلال تداولاته القادمة، ليستهدف أولى مستويات الدعم عند 12,439.48.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView