اختلط أداء الأسهم العالمية بتداولات يوم الأربعاء، في الوقت الذي انتظر فيه المستثمرون بصبر خطاباً رئيسياً لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول والمقرر عقده غداً الخميس، فيما ظلت الآمال بانحسار التوترات التجارية في دائرة الضوء، في غياب المحفزات الأخرى التي تحرك السوق، مع تراجع أسهم شركات الأدوية وابتعاد المستثمرون عن المخاطرة.
أداء بعض من مؤشرات الأسهم الأكثر انتشاراً اليوم: -
- تراجع مؤشر نيكي الياباني (Nikkei 225) ليسجل خسائر بلغت نسبتها -0.03% بما يعادل -5.91 نقطة ليستقر عند إغلاقه على مستوى 23,290.86.
- وانخفض مؤشر شنغهاي المركب (SHCOMP) الصيني ليسجل خسائر بنسبة بلغت -1.30% ما يعادل -43.84 نقطة ليغلق المؤشر عند مستوى 3,329.74.
- بينما ارتفع مؤشر هانغ سانغ (HSI) في هونج كونج ليحقق مكاسب طفيفة بنسبة بلغت 0.02% ما يعادل 5.57 نقطة ليغلق المؤشر عند مستوى 25,491.79.
- وبحلول الساعة 12:30 بتوقيت جرينتش صعد مؤشر يورو ستوكس 50 (SX5E) لعموم أوروبا بنسبة بلغت 0.15% بما يعادل 5.06 نقطة ويستقر عند مستوى 3,334.77.
- كما ارتفع مؤشر داكس (DAX) الألماني ليحقق مكاسب بنسبة بلغت 0.49% بما يعادل 64.03 نقطة ليستقر عند مستوى 13,126.15.
- بينما انخفض مؤشر فاينانشل تايمز 100 (FTSE 100) بالمملكة المتحدة ليسجل خسائر بلغت نسبته -0.09% بما يعادل -5.69 نقطة ليستقر عند مستوى 6,031.82.
تعثر السوق مؤخراً بسبب مقتطفات من الأخبار حول فيروس كورونا والتطورات المتعلقة بلقاح محتمل له ومخاوف أخرى. لكن الاقتصاد العالمي لا يزال يتضرر بشكل عام، حيث تعمل شركات الطيران بجزء بسيط من قدراتها والمطاعم لا تزال خالية في الغالب.
قال هاياكي ناريتا من بنك ميزوهو إن الأسواق تحصل على "مجموعة مختلطة" من الإشارات، مثل مبيعات المنازل الأمريكية الإيجابية نسبياً، أمام قراءة مخيبة للآمال بشأن ثقة المستهلك، حيث لا تزال المخاوف من موجات أخرى من إصابات COVID-19 مستمرة. وقال: "بناءً على وجهة نظرك، قد تكون البيانات والتطورات مشجعة أو قاتمة".
أظهر تقرير أمس أن ثقة المستهلك الأمريكي قد انخفضت بشكل غير متوقع هذا الشهر، على عكس توقعات الاقتصاديين بالتحسن. لكن تقريراً آخر قال إن مبيعات المنازل الجديدة تسارعت أسرع مما توقعه الاقتصاديون الشهر الماضي.
على الصعيد النزاع التجاري قال الممثل التجاري الأمريكي إن "الجانبين يريان تقدماً" بعد المحادثات بين أكبر اقتصادين في العالم. وقالت وزارة التجارة الصينية إن الجانبين ناقشا تعزيز تنسيق سياساتهما الاقتصادية، رغم أنها لم تذكر تفاصيل. فيما يقال إن الصين تتوقع شراء كمية قياسية من فول الصويا في الولايات المتحدة هذا العام، في إشارة مشجعة أخرى على أن العلاقة بين أكبر اقتصادين في العالم قد تتحسن.
تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين مؤخراً، حيث استهدف الرئيس دونالد ترامب شركات التكنولوجيا الصينية على وجه الخصوص. كانت العلاقة المتدهورة واحدة من أكبر مخاوف المستثمرين.
يراقب لاعبو السوق أيضاً خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول المرتقب في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث يتوقع المستثمرون سماعه يتحدث عن الخطوات التالية للسياسة النقدية. خفض البنك المركزي أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى ما يقرب من الصفر ويشتري جميع أنواع السندات، مما يساعد على دفع بعض المستثمرين إلى سوق الأسهم ورفع أسعارها.
وقال روس مولد مدير الاستثمار في ايه جيه بيل: "قد يقول باول أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقي سياسته متيسرة قدر الإمكان حتى يعزز التضخم والتوظيف". وأضاف: "من غير المرجح أن تتحرك الأسهم كثيراً حتى يتم إلقاء الخطاب، ولكن بعد ذلك قد نرى زيادة حادة في نشاط التداول في الأسواق حيث يحصل المستثمرون على صورة أوضح لنوايا بنك الاحتياطي الفيدرالي".
في أوروبا قاد مؤشر داكس المكاسب المبكرة للأسهم في المنطقة يوم الأربعاء، بعد أن وافقت الحكومة الألمانية على تمديد حزمة تخفيف آثار تفشي فيروس كورونا المستجد في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، في محاولة لمساعدة أكبر اقتصاد في أوروبا خلال الأزمة. تم تمديد برنامج العمل قصير الوقت، والذي يهدف إلى تعويض رواتب للعمال الذين يخسرون ساعات العمل بسبب الوباء، حتى نهاية عام 2021 من تاريخ الانتهاء الأولي في مارس/ آذار من العام المقبل. استفاد جميع أرباب العمل الألمان الكبار، بما في ذلك BMW وVolkswagen وDeutsche Lufthansa، من البرنامج لإبقاء العمال في وظائفهم.
كما قامت الحكومة بتمديد مساعداتها للشركات الصغيرة والمتوسطة حتى نهاية العام. أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس أنه من المقرر أيضاً أن تكشف النقاب عن خطة التعافي الاقتصادي في بداية الشهر المقبل.
في مكان آخر من المتوقع أن تتفق المملكة المتحدة واليابان على اتفاقية للتجارة الحرة، ربما في أقرب وقت في الشهر المقبل، حسبما ذكرت صحيفة نيكاي الآسيوية اليومية. انتهت المحادثات حول معاهدة تجارية مستقبلية دون اتفاق، بعد أن رفضت بروكسل طلب المملكة المتحدة لمنح سائقي الشاحنات فيها وصولاً واسع النطاق إلى أوروبا.