ارتفعت أغلب الأسهم العالمية بتداولات يوم الثلاثاء، متجاهلة الاضطرابات العنيفة المنتشرة في الكثير من كبريات المدن الأمريكية، على خلفية الاحتجاجات ضد المعاملة السيئة من الشرطة للمدنيين، مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام الجيش لقمع تلك الاضطرابات، ليركز المستثمرين على التحركات المستمرة لإعادة فتح العديد من الاقتصادات حول العالم، بعد عمليات الإغلاق التي تهدف إلى احتواء جائحة الفيروس التاجي المستجد.
أداء بعض من مؤشرات الأسهم الأكثر انتشاراً اليوم:
- ارتفع مؤشر نيكي الياباني (Nikkei 225) ليحقق مكاسب بلغت نسبتها 1.19% بما يعادل 263.22 نقطة ليستقر عند إغلاقه على مستوى 22,325.61.
- كما صعد مؤشر شنغهاي المركب (SHCOMP) الصيني ليحقق أرباحاً بنسبة بلغت 0.20% ما يعادل 5.97 نقطة ليغلق المؤشر عند مستوى 2,921.40.
- فيما زاد مؤشر هانغ سانغ (HSI) في هونج كونج ليحقق أرباحاً بنسبة بلغت 1.11% ما يعادل 263.42 نقطة ليغلق المؤشر عند مستوى 23,995.94.
- وبحلول الساعة 12:15 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر يورو ستوكس 50 (SX5E) لعموم أوروبا بنسبة بلغت 2.47% بما يعادل 76.18 نقطة ويستقر عند مستوى 3,154.10.
- وانتعش مؤشر داكس (DAX) الألماني ليحقق أرباحاً بنسبة بلغت 3.68% بما يعادل 426.88 نقطة ليستقر المؤشر عند مستوى 12,013.45.
- فيما صعد مؤشر فاينانشل تايمز 100 (FTSE 100) بالمملكة المتحدة ليحقق أرباحاً بلغت نسبتها 0.98% بما يعادل 60.27 نقطة ليستقر عند مستوى 6,226.69.
تتبعت مكاسب الأسهم تقدماً متواضعاً في وول ستريت بتداولات أمس الاثنين. في الوقت الذي يوازن فيه المستثمرون التفاؤل الحذر بشأن إعادة فتح الشركات التي تم إغلاقها بسبب إجراءات الحد من تفشي الوباء، أمام المخاوف من أن الاحتجاجات واسعة النطاق في الولايات المتحدة والتي قامت على وحشية الشرطة يمكن أن تعطل الانتعاش الاقتصادي وتتسبب في انتكاسة جديدة لتفشي الجائحة.
ساعدت تلك الآمال في التعافي السريع من أسوأ تباطؤ عالمي منذ ثلاثينات القرن الماضي على تحفيز المزاج الشرائي.
لكن روبرت كارنيل رئيس الأبحاث الإقليمية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في آي إن جي حذر من الكثير من التفاؤل، بالنظر إلى التوترات بين الولايات المتحدة والصين، والاضطرابات في هونج كونج والولايات المتحدة، والشكوك حول احتمالات التوصل إلى لقاح أو علاجات يمكن الاعتماد عليها بالنسبة لـ COVID-19، وهو المرض الناجم عن الفيروس التاجي الجديد. "إلى متى يمكن أن تظل الأسواق مزدهرة؟" سؤال والجواب الصادق الذي قد لا يتوفر غيره لدينا الآن هو "لا أعرف".
حتى الآن لم يكن للاحتجاجات التي هزت المدن الأمريكية لأيام تأثير كبير على الأسواق المالية. لكن العنف وإتلاف الممتلكات قد يعوقان إعادة فتح الاقتصاد. فيما تزداد المخاوف من أن تجمع الحشود للاحتجاج على الظلم والعنصرية يمكن أن يؤدي إلى مزيد من تفشي المرض.
بشكل منفصل تعهد مجلس الاحتياطي الفيدرالي والكونجرس بتقديم مساعدات غير مسبوقة للاقتصاد. وقد ساعد ذلك في تحفيز تحرك السوق للتعافي من أدنى مستوياته في مارس/ آذار. ويراهن المستثمرون الآن على أن أسوأ مرحلة من الركود قد مرت بالفعل، أو على الأقل ستنتهي قريباً، حيث ترفع الحكومات في جميع أنحاء البلاد وحول العالم ببطء القيود التي تهدف إلى الحد من تفشي المرض.
هدد الرئيس دونالد ترامب أيضاً بنشر قوات عسكرية عبر المدن التي تواجه احتجاجات، إذا ثبت أن حكام الولايات والمسؤولين المحليين غير قادرين على احتواء الاضطرابات المدنية.
قال ترامب في وقت متأخر من مساء الاثنين في البيت الأبيض: "سأرسل الآلاف والآلاف من الجنود المدججين بالسلاح". "إذا رفضت مدينة أو ولاية اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عن حياة وممتلكات سكانها، فسأقوم بنشر جيش الولايات المتحدة وحل المشكلة الخاصة بهم بسرعة ".
وقد حذر أستاذ الاقتصاد في جامعة أوريغون تيم دوي من أن الأسهم قد تواجه مشاكل إذا رأينا قوات الجيش في شوارع أمريكا. " أفضل سيناريو هو أن الشغب واحتجاجات تستمر وربما تزداد ولكن تظل سلمية. أما السيناريو الأسوأ هو أن الرئيس دونالد ترامب يتصرف بناء على تهديده باستخدام القوة العسكرية لإنهاء أعمال الشغب. ويضيف: "بصرف النظر عن الضرر المتزايد والواضح الذي يحثد في النسيج الاجتماعي في البلاد، فإن استخدام القوة العسكرية على نطاق واسع على الصعيد المحلي سيؤدي بالتأكيد إلى زيادة تأجيج الوضع وتراجع كبير في نشاط المستهلكين، وإبطاء تقدم الانتعاش الاقتصادي".
وقال دوي والأكثر من ذلك أن الكونجرس سوف ينقسم أكثر، مما قد يؤخر مشروع قانون الدعم المالي القادم - حيث يرى المحللون أن هناك مشروع قانون آخر قادم بحلول يوليو/ تموز.
سيزود هذا الأسبوع مراقبي السوق بمزيد من التبصر حول تأثير الفيروس التاجي على العمال وأصحاب العمل الأمريكيين. حيث سيصدر مؤشر معالج الرواتب ADP مسح مايو/ آيار للتوظيف من قبل الشركات الأمريكية الخاصة يوم الأربعاء. وفي اليوم التالي مباشرة ستنشر الحكومة بياناتها الأسبوعية لطلبات الحصول لأول مرة على إعانات البطالة. كما ستعلن الحكومة عن بيانات سوق العمل في مايو. يتوقع المحللون أن التقرير سيظهر أن الاقتصاد خسر 9 ملايين وظيفة الشهر الماضي.