تباين أداء الأسهم العالمية بتداولات يوم الثلاثاء، وذلك لليوم الثاني على التوالي لتعبر عن حيرة المستثمرين حيال الأوضاع المستقبلية للاقتصاد العالمي، فتارة يسيطر التفاؤل بعد صدور عدة بيانات إيجابية من هنا وهناك، وتارة أخرى تتصدر عناوين الاخبار الكئيبة عن تزايد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس التاجي المستجد في عدة مناطق بالعالم لتعود مخاوف بحدوث انتكاسة في عمليات فتح الأعمال التي تأثرت بشدة بسبب تلك الجائحة.
أداء بعض من مؤشرات الأسهم الأكثر انتشاراً اليوم: -
- ارتفع مؤشر نيكي الياباني (Nikkei 225) ليحقق مكاسب بلغت نسبتها 1.33% بما يعادل 293.10 نقطة ليستقر عند إغلاقه على مستوى 22,288.14.
- وصعد مؤشر شنغهاي المركب (SHCOMP) الصيني ليحقق أرباحاً بنسبة بلغت 0.78% ما يعادل 23.16 نقطة ليغلق المؤشر عند مستوى 2,984.67.
- كما زاد مؤشر هانغ سانغ (HSI) في هونج كونج ليحقق أرباحاً بنسبة بلغت 0.52% ما يعادل 125.91 نقطة ليغلق المؤشر عند مستوى 24,427.19.
- وبحلول الساعة 13:10 بتوقيت جرينتش تراجع مؤشر يورو ستوكس 50 (SX5E) لعموم أوروبا بنسبة بلغت -0.32% بما يعادل -10.21 نقطة ويستقر عند مستوى 3,221.81.
- وانخفض مؤشر داكس (DAX) الألماني ليسجل خسائر بنسبة بلغت -0.06% بما يعادل -8.12 نقطة ليستقر المؤشر عند مستوى 12,224.50.
- كما هبط مؤشر فاينانشل تايمز 100 (FTSE 100) بالمملكة المتحدة ليسجل خسائر بلغت نسبتها -1.05% بما يعادل -65.64 نقطة ليستقر عند مستوى 6,160.75.
في البداية صعدت الأسواق الآسيوية لتحذو حذو نظيراتها في وول ستريت بعد إغلاقها القوي أمس، مما يعكس بعض التفاؤل بشأن البيانات الاقتصادية الأقوى من المتوقع، على الرغم من اتساع تفشي فيروسات التاجية.
ويقول محللون إن الأسئلة لا تزال قائمة حول الكيفية التي سيصمد بها الاقتصاد العالمي مع توسع تفشي الفيروس التاجي المستجد، لقد تم إعادة فتح الاقتصاد الياباني تدريجياً مع فرض قيود المسافات الاجتماعية.
وقال جينج يي بان استراتيجي السوق في آي جي في تعليق له: "ستكون هذه أسئلة مهمة للإجابة عنها حيث أن أسواق الأسهم معلقة بتوازن دقيق في الوقت الحاضر".
قال محللون إن مسح مديري المصانع في الصين الذي صدر يوم الثلاثاء كان أفضل مما كان متوقعا، مما يشير إلى أن الاقتصاد العالمي قد يكون في حالة صعود بعد أن وصل إلى ذروة الإغلاق في أبريل/ نيسان إلى مايو/ آيار.
كان مؤشر مديري المشتريات التصنيعية لشهر يونيو/ حزيران بنحو 50.9 أفضل من التوقعات، على مقياس حيث يمثل 50 الفاصل بين التوسع والانكماش. وبلغ الإنتاج غير التصنيعي 54.4، مقارنة بـ 53.6 المتوقع.
في وول ستريت انتعش السوق أمس بعد أن وضع تقرير أكثر صحة من المتوقع عن سوق الإسكان المستثمرين في مزاج جيد للشراء. وشكلت أسهم التكنولوجيا والصناعة والاتصالات معظم المكاسب الواسعة للسوق. كما أغلقت الأسهم الأوروبية على ارتفاع أيضاً. كانت عوائد سندات الخزانة مختلطة وارتفعت أسعار النفط.
وفي أوروبا جاء تعليق كونور كامبل المحلل في سبريديكس يصف به السوق "مرة أخرى بدت أوروبا غير متأكدة من نفسها بعد جرس الفتح، وسحبت في اتجاهات مختلفة من خلال عناوين COVID-19 المزعجة باستمرار وصباح إيجابي للبيانات (إذا نظرت خارج المملكة المتحدة)".
فقد عانى اقتصاد المملكة المتحدة أيضاً من أكبر ركود له منذ أكثر من 40 عاماً حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.2٪ بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار. علاوة على ذلك تم إغلاق مدينة ليستر البريطانية في وقت متأخر من يوم الاثنين بعد تفشي مرض محلي. ومع ذلك لا يزال مؤشر فوتسي 100 على المسار الصحيح لأفضل ربع له منذ عام 2010.
وصعد مؤشر يورو ستوكس 600 (Stoxx 600) بنسبة 12.44% في هذا الربع وذلك حتى إغلاق أمس الاثنين، وهو في طريقه لتحقيق أكبر زيادة فصلية في النسبة المئوية منذ مارس 2015. بعد أن خرجت غالبية الدول الأوروبية من الإغلاق في هذا الربع، بعد أن وضعت الفيروس التاجي تحت السيطرة إلى حد كبير. بمساعدة من صندوق حزم تحفيزية من الاتحاد الأوروبي بقيمة 1.8 تريليون يورو وآمال الحصول على لقاح مضاد للفيروس ساعد في تعزيز الأسهم أيضاً.
يوم الثلاثاء يصادف اليوم الأخير من الشهر والربع والنصف الأول من العام، مما قد يؤدي إلى بعض التقلبات حيث يقوم المستثمرون بإجراء تغييرات في اللحظة الأخيرة على محافظهم، ومع استمرار المستثمرين في مراقبة تطورات COVID-19، حسبما يقول الخبراء.
ينتظر المستثمرون في وقت لاحق من اليوم جلسة استماع في الكونجرس تضم رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ووزير الخزانة ستيفن منوشين، التي يمكن أن توفر المزيد من التوجيه للمستثمرين حول الاستجابة الاقتصادية للحكومة لحالات الإصابة بالفيروس التاجي المتزايدة.
وقال باول في تصريحات معدة سلفا إن إعادة فتح الأعمال قد حدثت في وقت أقرب مما توقعه مسؤولو البنك المركزي، وكذلك انتعاش بعض النشاط الاقتصادي، لكنه حذر من فرط التفاؤل قائلاً "في حين أن هذا الارتداد في النشاط الاقتصادي مرحب به، فإنه يمثل أيضاً تحديات جديدة - ولا سيما الحاجة إلى إبقاء الفيروس تحت السيطرة".
وتأتي جلسة الاستماع وهي أحد متطلبات حزمة الإغاثة البالغة 2 تريليون دولار التي وافق عليها الكونجرس في مارس، في الوقت الذي ارتفع فيه العدد العالمي للحالات المؤكدة من جائحة COVID-19 إلى 10.3 مليون يوم الثلاثاء، وفقاً للبيانات المجمعة من جامعة جونز هوبكنز. وارتفع عدد الوفيات إلى 505,518. داخل الولايات المتحدة، ارتفعت الإصابات في 35 ولاية خلال الـ 14 يوماً الماضية، وفقاً لمتتبع نيويورك تايمز، حيث تقود كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا الطريق.
قالت كل من نيوجيرسي ونيويورك الولايات التي تشهد ارتفاعاً أقل في الحالات الجديدة، إنها ستضطر إلى تأخير جوانب من خطط إعادة فتح أعمالها مع انتشار الفيروس في مكان آخر.
في جلسة استماع منفصلة، سيدلي خبير الصحة العامة الدكتور أنتوني فوتسي أمام لجنة في مجلس الشيوخ، بشأن التقدم في العودة إلى المدرسة والعمل وسط الوباء.
سيتم إغلاق البورصة الأمريكية يوم الجمعة بمناسبة عطلة الرابع من يوليو.