تراجعت الأسهم بشدة بتداولات يوم الجمعة، ولكن أنهت أسبوعها على ارتفاع، بعد أن فشلت في الحصول على دفعة إيجابية من موافقة الكونجرس على حزمة تحفيز اقتصادي بقيمة 2 تريليون دولار لمواجهة آثار وباء الفيروس التاجي، بعد تزايد حالات الإصابة بشكل حاد في الولايات المتحدة، لكن الأسهم سجلت في الغالب مكاسب أسبوعية من رقمين لاسترداد بعض من الخسائر التي شهدتها هذا الشهر، فقد حقق مؤشر داو جونز أكبر مكسب أسبوعي منذ عام 1938.
أداء المؤشرات:
- انخفض مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بتداولاته الأخيرة ليسجل خسائر بلغت نسبتها -4.06% بما يعادل -915.39 نقطة، ليستقر عند مستوى 21,636.78.
- وتراجع مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً مسجلاً خسائر بلغت نسبتها -3.37% بما يعادل -88.60 نقطة، ليستقر عند مستوى 2,541.47.
- ونزل مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) المركب ليسجل خسائر بلغت نسبتها -3.91% بما يعادل -308.95 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,588.37.
بتداولات الأسبوع الماضي حقق مؤشر داو تقدمًا ملحوظاً بنسبة 12.8٪ وهو الأقوى منذ عام 1938، في حين ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 10.3٪ في أكبر قفزة من هذا القبيل منذ عام 2008، وكان الارتفاع الأسبوعي لمؤشر ناسداك بنسبة 9.1٪ وهو الأكبر منذ مارس/ أذار 2009.
يعزى الانتعاش الحاد في سوق الأسهم الأسبوع الماضي جزئيًا إلى التفاؤل بشأن خطة التحفيز المالي الأمريكية، بالتزامن مع تخفيف السياسة النقدية الجريئة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الرئيسية الأخرى، ومع ذلك حذر المحللون من أن الأسهم لا تزال قد تشهد ضغطًا كبيرًا في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، حيث يراقب المستثمرون عدد حالات الإصابة والوفيات بوباء COVID-19 بالإضافة إلى سلسلة من الأرقام الاقتصادية التشاؤمية التي تعكس إغلاق أجزاء كبيرة من الاقتصاد في الولايات المتحدة ودول أخرى.
قال ليندسي بيل كبير استراتيجيي الاستثمار في آلي إنفست في تعليقات بالبريد الإلكتروني: "البيانات الاقتصادية تتدهور بسرعة، ولا تزال لدينا إشارات قليلة حول مدى شدة التأثير الاقتصادي"، وأضافت ليندسي " تقديرات الأرباح تنخفض، والعديد من الشركات تسحب توقعاتها بالكامل، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة على المستثمرين للتنبؤ بكيفية انخفاض الأرباح".
وافق مجلس النواب يوم الجمعة على حزمة إغاثة بقيمة 2 تريليون للحد من تداعيات انتشار الفيروس التاجي، وتأتي هذه الخطوة بعد فشل محاولة السيناتور الجمهوري توماس ماسي لإجراء تصويت مسجل. تم التوقيع على التشريع ليصبح قانونًا بسرعة من قبل الرئيس دونالد ترامب بعد الإغلاق.
تركز الأسواق على الحالات المتزايدة من COVID-19 في الولايات المتحدة التي حددت الآن إصابات أكثر من الصين. فحتى يوم الجمعة ما يقرب من 86000 حالة مؤكدة من المرض في الولايات المتحدة، مقارنة بحوالي 82000 حالة في الصين، وفقًا للبيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز.
في التقارير الاقتصادية الأمريكية أظهرت قراءة إنفاق المستهلكين زيادة معتدلة بنسبة 0.2٪ في فبراير (شباط)، حسبما ذكرت الحكومة يوم الجمعة. كان الإنفاق (المحرك الرئيسي للاقتصاد) قد تباطأ قليلاً في عام 2020 قبيل الإصابة بالفيروس التاجي. ومن المتوقع أن يضعف الإنفاق بشكل كبير في الأشهر القليلة المقبلة حيث يقع الاقتصاد في ركود.
وفي الوقت نفسه تراجعت القراءة النهائية لشهر مارس لمؤشر ثقة المستهلك بجامعة ميتشغان إلى 89.1 من قراءة أولية بلغت 95.9 و101.0 في الشهر السابق.
التحليل التقني لمؤشر ناسداك 100 – المؤشر يعاود انخفاضه
انخفض مؤشر ناسداك 100 (NASDAQ 100) من جديد بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ليسجل خسائر في آخر جلساته بنسبة بلغت -3.91% بما يعادل -308.95 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,588.37.
ويأتي انخفاض المؤشر على إثر ثبات مستوى المقاومة 7,815.84، فهذا المستوى يمثل نسبة 50% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية للموجة الصاعدة على المدى المتوسط، والتي بدأها من القاع المتكون على مستوى 5,895.12 وانتهت بالقمة المتكونة عند مستوى 9,736.57، مع استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، ونلاحظ وسط ذلك وصول مؤشرات القوة النسبية لمناطق شديدة التشبع بعمليات الشراء، بصورة مبالغ فيها مقارنة بحركة المؤشر.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا نحن نتوقع المزيد من الانخفاض للمؤشر خلال تداولاته القادمة، طيلة ثبات المقاومة 7,815.84، ليستهدف مستوى الدعم التالي من تلك المتتالية التصحيحية لفيبوناتشي عند مستوى 7,362.55 الذي يمثل نسبة 61.8% منها استعداداً لكسره.