ارتفعت الأسهم الأمريكية بتداولات يوم الإثنين، حيث سجل مؤشر داو جونز الصناعي أكبر مكسب له في يوم واحد خلال ما يقرب من 11 عامًا، بعدما ارتدت الأسهم بحدة من عمليات البيع في الأسبوع السابق، وسط تزايد التوقعات بأن صانعي السياسة سيتحركون لتخفيف تأثير تفشي فيروس COVID- 19 على الاقتصاد العالمي، لتسترد الأسهم جزءًا كبيرًا من خسائرها.
أداء المؤشرات:
- قفز مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) ارتفاعاً بتداولاته الأخيرة ليحقق مكاسب قوية بلغت نسبتها 5.09% بما يعادل 1293.96 نقطة، ليستقر عند مستوى 26,703.32.
- كما تعافى مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليحقق أرباحاً بلغت نسبتها 4.60% بما يعادل 136.01 نقطة، ليستقر عند مستوى 3,090.23.
- وانتعش مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) المركب ليحقق مكاسب بلغت نسبتها 4.92% بما يعادل 416.14 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 8,877.98.
خلال الأسبوع الماضي انخفض مؤشر داو جونز بنسبة -12.40٪، وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 -11.50٪، وتراجع مؤشر ناسداك بنسبة -10.50٪، وهو ما يمثل أسوأ تراجعات أسبوعية منذ عام 2008. وشهد انخفاض الأسبوع الماضي دفع جميع مؤشرات الأسهم الثلاثة في منطقة التصحيح، والتي تم الاتفاق في المجمع بتحديدها على أنها انخفاض في على الأقل 10٪، ولكن أقل من 20٪، من الذروة الأخيرة، بعد أن هزت المخاوف من انتشار فيروس كورونا المنتشر المستثمرين.
تراجعت الأسهم عقب البيانات الاقتصادية الأمريكية والعالمية المخيبة للآمال، بما في ذلك قراءة أضعف من المتوقع في مؤشر معهد التصنيع لإدارة الإمدادات وقراءة منخفضة قياسية في مؤشر مديري المشتريات في الصين.
تم تقدير توقعات الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى لتخفيف السياسة بالمساعدة في دعم انتعاش الأسهم العالمية، على الرغم من أن المحللين حذروا بأن الظروف من المرجح أن تظل متقلبة.
فلا يزال حجم انتشار المرض وتأثيره على الاقتصاد وخطوط التوريد يشكلان أكبر الأسئلة أمام المستثمرين. حيث بلغ عدد الوفيات في العالم بسبب فيروس COVID-19 أكثر من 3,000 ضحية، في حين قال مسؤولو الصحة في ولاية واشنطن يوم الاثنين إن هناك أربع وفيات أخرى من جراء تفشي المرض، ليصل العدد الإجمالي إلى ستة.
توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومقرها باريس يوم الاثنين أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.4٪ في "أفضل سيناريو" له، مقارنة مع 2.9٪ من التوسع المتوقع قبل انتشار الفيروس. وحثت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الحكومات على التحرك "بسرعة وبقوة" لتعزيز الاقتصاد العالمي. فمن المقرر أن يعقد وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع دعوة يوم الثلاثاء لمناقشة الاستجابات المحتملة للفيروس، وفقا للتقارير الإخبارية.
كتب خبراء الاقتصاد في بنك جولدمان ساكس يوم الأحد أنهم يتوقعون أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس قريبًا، ربما حتى قبل اجتماعه المقبل المقرر في 17-18 مارس (أذار). وقالوا إن هذه الخطوة ستتبعها تخفيضات أخرى بمقدار 50 نقطة أساس في الربع الثاني، وستكون جزءًا من جهد منسق من قبل البنوك المركزية في العالم لتخفيف السياسة النقدية.
وقالت رئيس البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في بيان صدر بعد إغلاق السوق الأمريكية، إن البنك يراقب تفشي المرض وهو على استعداد لاتخاذ خطوات "مناسبة" إذا لزم الأمر. في وقت سابق قال حاكم بنك اليابان هاروهيكو كورودا إن البنك المركزي سيتخذ خطوات نحو استقرار الأسواق وتعزيز السيولة من خلال عمليات الإقراض قصيرة الأجل وشراء الأصول. وفي يوم الجمعة أصدر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بيانًا نادرًا غير مجدول، شدد فيه على اعتزام البنك المركزي التصرف بشكل مناسب للتصدي للمخاطر التي يشكلها فيروس كورونا.
الآثار الاقتصادية العالمية لتفشي المرض قد بدأت بالفعل. فيوم السبت أظهرت بيانات رسمية أن نشاط المصانع في الصين قد هبط إلى مستويات قياسية في فبراير (شباط)، حيث يكافح الاقتصاد الصيني لاستئناف الإنتاج الطبيعي بعد الإغلاق بسبب تفشي المرض. أثار ذلك مخاوف من تأثير موجة عالمية من التراجعات.
وفي بيانات الولايات المتحدة ذكر معهد إدارة التوريدات أن مؤشر التصنيع انخفض إلى 50.1٪ في الشهر الماضي من 50.9٪. كما أبلغ المنتجون عن اختناقات في الإمدادات مرتبطة بفيروس كورونا، مما أعاق قدرتهم في الحصول على قطع غيار والمواد الخام. أي قراءة أقل من 50٪ تشير إلى تدهور الظروف.
التحليل التقني لمؤشر ستانرد آند بورز 500 – المؤشر يسجل مكاسب قوية ولكن لايزال بعيداً عن التعافي
قفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500 INDEX) ارتفاعاً بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ليحقق مكاسب قوية في آخر جلساته بنسبة بلغت 4.60% بما يعادل 136.01 نقطة، ليستقر عند مستوى 3,090.23.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ليحاول المؤشر بهذا الارتفاع تعويض بعضاً مما تكبده من خسائر الأسبوع الماضي، وفي الوقت نفسه يحاول تصريف تشبعه البيعي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، خاصة مع بدء ظهور تقاطع إيجابي بها، ولكن بالرغم من ذلك إلا أنه يظل يتأثر بكسره لخط اتجاه رئيسي صاعد في وقت سابق، مثلما هو موضح بالرسم البياني اعلاه لفترة زمنية (يومية)، مع استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
لهذا نحن نرجح عودة انخفاض المؤشر خلال تداولاته القادمة، طيلة ثبات المقاومة 3,214.68، ليستهدف من جديد مستوى الدعم المحوري 2,872.87، ويتأكد أكثر هذا السيناريو في حالة عودة استقراره دون مستوى 3,024.47.