قفزت الأسهم الأمريكية ارتفاعاً بتداولات يوم الثلاثاء، وحقق مؤشر داو جونز الصناعي أكبر مكسب بالنقاط في يوم واحد على الإطلاق وأفضل مكاسبه المئوية منذ عام 1933، بعد يوم واحد من وصوله لأدنى مستوياته منذ عام 2016، وسط تزايد التفاؤل بأن الكونجرس سيتوصل إلى اتفاق بشأن رزمة حوافز مالية تهدف إلى مكافحة الأثر الاقتصادي لوباء الفيروس التاجي، حيث يتقدم الكونجرس الأمريكي باتجاه حزمة الإنقاذ البالغة 2 تريليون دولار.
أداء المؤشرات:
- انتعش مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بتداولاته الأخيرة ليحقق مكاسب بلغت نسبتها 11.37% بما يعادل 2,112.98 نقطة، ليستقر عند مستوى 20,704.91.
- وارتفع مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليحقق أرباحاً بلغت نسبتها 9.38% بما يعادل 209.93 نقطة، ليستقر عند مستوى 2,447.33.
- كما قفز مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) المركب ارتفاعاً ليحقق أرباحاً بلغت نسبتها 7.81% بما يعادل 546.91 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,553.83.
على الرغم من ذلك وحتى الآن تراجع مؤشر داو بنسبة 27.45٪ عن قمته التي سجلها يوم 12 نوفمبر، وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 24.25٪ عن قمته التي سجلها يوم 19 نوفمبر، وانخفض مؤشر ناسداك الثقيل للتكنولوجيا بنسبة 17.33٪ عن قمته التي سجلها أيضاً يوم 19 نوفمبر.
تقدم المشرعون الأمريكيون باتجاه اتفاق بشأن حزمة إنقاذ تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار تقريبًا، مما يساعد على إعادة إشعال الشراء في وول ستريت في الوقت الحالي، بعد فشل المشرعين يوم الاثنين مرتين في التوصل إلى اتفاق، وإرسال الأسهم إلى حالة من الفوضى.
قال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر من قاعة مجلس الشيوخ إنه أجرى مناقشات "جيدة جدًا" مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن مينوشين، وقبل الظهر بقليل زعم أن الاتفاق كان على "النصل ذي الحدين". انتهى يوم التداول دون اتخاذ خطوات تالية ملموسة، لكن بعض المستثمرين أشاروا إلى أن عمليات البيع في السوق خلال الأسابيع القليلة الماضية ربما كانت مبالغًا فيها.
قال سام ستوفال كبير مسؤولي الاستثمار في سي إف آر إيه "حتى في الأسواق الهابطة، يمكن أن ينتهي بك المطاف إلى البيع المفرط، وأعتقد أن هذا السوق كان ممتدًا مثل شريط مطاطي، على المدى القريب على الأقل وكان جاهزًا للعودة مرة أخرى"، وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك تتوقع السوق نوعاً من الاتفاق يخرج من الكونجرس حتى يكون لدينا حافز مالي ونقدي يعمل لدعم الاقتصاد".
جاءت الخسائر يوم الاثنين حتى بعد أن كشف مجلس الاحتياطي الاتحادي عن أقوى دفعة من إجراءات التحفيز حتى الآن، قائلاً إنه سيشتري كمية غير محدودة من سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالقروض العقارية من بين إجراءات أخرى، لوقف الضرر ومحاولة احتواء تداعيات انتشاره للعمل على سيولة الأسواق المالية.
كانت الأسواق في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أسواق إسبانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا، تعاني من عمليات الإغلاق المؤقت للأعمال، للتخفيف من انتشار وباء COVID-19، المرض المعدي المستمد من سلالة جديدة من فيروسات التاجية، والتي أصاب 390 ألف شخص على مستوى العالم منذ اكتشافه لأول مرة في ديسمبر (كانون الأول).
ومع ذلك طرح الرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء فكرة إعادة تشغيل الاقتصاد قريباً، للحد من الأضرار التي لحقت بالشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وهي فكرة تتعارض مع نصيحة المستشارين الصحيين. قد تكون هذه الفكرة مشجعة جزئيًا لبعض الثيران القوية في سوق الأسهم، على الرغم من الآثار المترتبة على الانتشار السريع للمرض من ارتفاع عدد القتلى.
وفي الوقت نفسه فإن التقارير التي تشير إلى أن التفشي وصل إلى ذروته في أوروبا، أعطت بعض من بصيص الأمل للأسواق. وبالفعل انخفض عدد الحالات الجديدة والوفيات لمدة يومين في إيطاليا، وقال رئيس معهد الصحة العامة الألماني إن معدل الإصابة في أكبر اقتصاد في أوروبا آخذ في التراجع.
ومن ناحية البيانات الاقتصادية انخفض مؤشر مدير المشتريات الأمريكي لقطاع التصنيع في IHS Markit إلى 49.2 في مارس (أذار) من 50.7 في فبراير (شباط)، في حين انخفض مؤشر قطاع الخدمات إلى 39.1 من 49.9، وهو أدنى مستوى مسجل منذ أن أصبحت البيانات متاحة في أكتوبر (تشرين الأول) 2009. أي قراءة أدناه 50 يشير إلى الانكماش.
وتراجعت مبيعات المنازل السكنية الجديدة لشهر فبراير بنسبة 4.4٪ إلى معدل سنوي بلغ 765 ألف من المستوى المعدل في يناير (كانون الثاني) عند 800 ألف. وقد توقع الاقتصاديون معدل 743 ألف وحدة سكنية.
التحليل التقني لمؤشر الداو جونز – المؤشر يعيد اختبار مقاومة مهمة
قفز مؤشر الداو جونز الصناعي (DJI) ارتفاعاً بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ليحقق مكاسب قوية في آخر جلساته بنسبة بلغت 11.37% بما يعادل 2,112.98 نقطة، ليستقر عند مستوى 20,704.91.
ليعيد المؤشر بهذا الارتفاع مستوى المقاومة المحوري 20,744.90، فهذا المستوى يمثل نسبة 38.2% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية للموجة الصاعدة على المدى البعيد، والتي بدأها من القاع المتكون على مستوى 6,469.95 وانتهت بالقمة المتكونة عند مستوى 29,568.57، وفي الوقت نفسه يتزامن مع اعادة اختبار خط اتجاه صاعد على المدى البعيد كان المؤشر قد كسره في وقت سابق، مثلما هو موضح بالرسم البياني اعلاه لفترة زمنية (يومية)، بالإضافة لاستمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
لهذا نحن نرجح عودة انخفاض المؤشر خلال تداولاته القادمة، في حالة ثبات مستوى المقاومة 20,744.90، ليستهدف مستوى الدعم التالي من تلك المتتالية التصحيحية لفيبوناتشي عند مستوى 18,019.26 الذي يمثل نسبة 50% منها.