هوت الأسهم الأمريكية انخفاضاً بتداولات يوم الاثنين، ليتكبد مؤشر داو جونز خسائر بما يقرب من 3,000 نقطة، في جلسة حمراء بالكامل تم فيها تشغيل (قاطع الدائرة الكهربائية) ليتوقف فيها التداول مؤقتاً لفترة 15 دقيقة، ليشهد فيها مؤشر ناسداك أسوأ يوم على الإطلاق بعد أن طلب من الأمريكيين البقاء في منازلهم، وسط مخاوف متزايدة من أن تحفيز الاحتياطي الفيدرالي الجديد لخفض الفائدة لما يقارب الصفر بالمئة لن يكون كافيًا لمكافحة خطر فقدان الوظائف والأجور مع ازدياد تفشي الفيروس التاجي.
وفقاً للقواعد يتم تشغيل قاطع دائرة من المستوى الأول عندما ينخفض مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 7٪، عند هذه النقطة ترى الأسهم وقفة لمدة 15 دقيقة. يحدث توقف آخر إذا انخفضت الأسهم بنسبة 13٪ خلال اليوم. فيما سيؤدي الانخفاض بنسبة 20٪ في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى إطلاق ما يعرف باسم قاطع الدائرة من المستوى الثالث، والذي سيتوقف عن التداول خلال الفترة المتبقية من الجلسة.
أداء المؤشرات:
- هبط مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بتداولاته الأخيرة ليتكبد خسائر بلغت نسبتها -12.93% بما يعادل 2,997.10 نقطة، ليستقر عند مستوى 20,188.52.
- وانخفض مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بلغت نسبتها -11.98% بما يعادل -324.86 نقطة، ليستقر عند مستوى 2,386.16.
- وتراجع مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) المركب ليسجل خسائر بلغت نسبتها -12.19% بما يعادل -974.89 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 7,020.38.
في تصريحات للرئيس دونالد ترامب بوقت متأخر من بعد الظهر دعا فيها الأمريكيين إلى تجنب التجمعات بـ 10 أشخاص أو أكثر، مما زاد من القلق في الأسواق التي تعصف بها بالفعل عدم الوضوح حول كيفية خطط الحكومة لحماية الشركات والعمال الأمريكيين المهددين بإغلاق شبه قريب للاقتصاد بسبب تفشي الفيروس التاجي.
لم يتفاعل أحد مع خفض سعر الفائدة الفدرالي المفاجئ والنادر يوم الأحد سوى القليل من المستثمرين بتحسين مزاج الشراء في وول ستريت أمام العاصفة التي أثارتها أنباء الانتشار السريع لـ COVID-19، والذي أصاب حوالي 180.000 شخص حول العالم وأدى إلى وفاة أكثر من 7,000، وفقًا للبيانات التي جمعها جونز من جامعة هوبكنز صباح الاثنين.
وبعيدًا عن تخفيض أسعار الفائدة الفدرالية طرح بنك الاحتياطي الفيدرالي مجموعة من إجراءات التحفيز، بما في ذلك شراء 700 مليار دولار من سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، وخفض المعدل المفروض على البنوك للحصول على قروض الطوارئ قصيرة الأجل، وتفعيل خطوط المقايضة مع بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان والبنك الوطني السويسري وبنك كندا.
بشكل منفصل قال وزير الخزانة ستيفن مينوتشين لشبكة سي إن إن يوم الإثنين أن الطلب على شراء الأسهم سيتضاعف عند انتهاء الأزمة والتي سوف تنتهي بكل تأكيد، كما أعرب عن امتنانه لقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الأسابيع الماضية.
جادل بعض المراقبين أنه في حين أن تحركات الاحتياطي الفيدرالي كانت مبررة، إلا أن توقيت الإعلان عنها والذي جاء قبل افتتاح الأسواق الآسيوية بوقت متأخر من يوم الأحد وبدلاً من انتظار اجتماع السياسة لهذا الأسبوع يبدو أنه يعكس حالة من الذعر.
تحركت ولايات كنيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت لحظر التجمعات بأكثر من 50 شخصًا في حلول الساعة 8 مساءً بالتوقيت الشرقي يوم الاثنين، بينما صدرت الأوامر بغلق الحانات والمطاعم وتحولها فقد إلى خدمات التوصيل إلى المنازل.
إلى جانب ذلك أعلنت المحكمة العليا الأمريكية يوم الاثنين أنها ستؤجل جميع الحجج الشفوية المقرر أن تبدأ في 23 مارس (أذار)، وهو أول إغلاق للمحكمة العليا منذ عام 1918 خلال وباء الإنفلونزا الإسبانية.
من ناحية أخرى قال رئيس صندوق النقد الدولي يوم الاثنين إن المنظمة مستعدة لتعبئة قدرتها الإقراضية البالغة قيمتها تريليون دولار لمساعدة البلدان على تخفيف الضربة الناجمة عن وباء فيروس كورونا، بما في ذلك تقديم قروض بقيمة 50 مليار دولار إلى الاقتصادات الناشئة والنامية. حيث يمكن للبلدان ذات الدخل المنخفض الحصول على 10 مليار دولار في قروض بدون فائدة.
التحليل التقني لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 – المؤشر يكسر خط اتجاه رئيسي صاعد
انزلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500 INDEX) انخفاضاً بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ليتكبد المؤشر خسائر بلغت نسبتها -11.98% بما يعادل -324.86 نقطة ليستقر المؤشر في نهاية تداولاته على مستوى 2,386.16.
ليصل المؤشر بانخفاضه الأخير إلى أدنى مستوياته منذ 26 ديسمبر/ كانون الأول لعام 2018، مؤكداً على كسر خط اتجاه رئيسي صاعد على المدى البعيد، مثلما هو موضح بالرسم البياني اعلاه لفترة زمنية (يومية)، وليتخطى بدوره مستوى الدعم المحوري 2,414.97، هذا المستوى الذي يمثل نسبة 61.8% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية للموجة الصاعدة بالمدى البعيد، والتي بدأها من القاع المتكون على مستوى 1,810.10 وانتهت بالقمة المتكونة عند مستوى 3,393.52، وسط استمرار الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
لهذا نحن نتوقع المزيد من الانخفاض للمؤشر خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة استقراره ادنى مستوى 2,414.97، ليستهدف الدعم التالي من تلك المتتالية التصحيحية لفيبوناتشي عند 2,183.79 الذي يمثل نسبة 76.4% منها.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView