أغلقت أغلب الأسهم الأمريكية على انخفاض بتداولات يوم الجمعة، ولكن بعيدًا عن أدنى مستوياتها في الجلسة، ليتراجع مؤشرا داو جونز وستاندرد آند بورز لليوم السابع على التوالي، بينما ناسداك حاول تعويض بعضاً من خسائره، لتسجل الأسهم أسوأ انخفاض أسبوعي لها منذ أكتوبر (تشرين الأول) لعام 2008، وسط مخاوف متزايدة بشأن درجة الضرر المحتملة التي قد يسببها انتشار فيروس COVID-19 للاقتصاد العالمي وخطوط التجارة العالمية.
أداء المؤشرات:
- تراجع مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بتداولاته الأخيرة ليسجل خسائر بلغت نسبتها -1.39% بما يعادل -357.28 نقطة، ليستقر عند مستوى 25,409.36.
- كما انخفض مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بلغت نسبتها -0.82% بما يعادل -24.54 نقطة، ليستقر عند مستوى 2,954.22.
- في المقابل من ذلك صعد قليلاً مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) المركب ليحقق مكاسب بلغت نسبتها 0.30% بما يعادل 25.17 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 8,461.83.
أغلقت جميع مؤشرات الأسهم القياسية الأمريكية الثلاثة في منطقة التصحيح يوم الخميس، والتي تم تعريفها على أنها انخفاض بنسبة 10٪ على الأقل، ولكن ليس أكثر من 20٪، من ذروة ارتفاعها الأخير.
خلال الأسبوع انخفض مؤشر داو جونز بنسبة -12.4٪، وخسر مؤشر ستانرد آند بورز 500 بنسبة -11.5%، بينما هبط مؤشر ناسداك بنسبة -10.5٪.
ما الذي حدث:
قلصت الأسهم بعضاً من خسائر الجلسة عقب أن قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في بيان مقتضب ظهر يوم الجمعة، إن البنك المركزي "يراقب عن كثب" وباء فيروس كورونا المنبعث من الصين وقدرته على إبطاء النمو الاقتصادي، مما أثار بعض التفاؤل بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة للمساعدة في تعزيز الاقتصاد.
ومع ذلك ظلت المؤشرات الرئيسية تحت الضغط بسبب المخاوف من تداعيات الوباء، ومع محاولة المستثمرين وضع حد أدنى لخسائرهم الشهرية.
قال محللون في بنك يونيكريديت إن رؤية قاع الأسهم ربما يتطلب علامة واضحة على التراجع في عدد الحالات المؤكدة بالصين من وباء COVID-19، وهو المرض المعدي الذي قيل إنه نشأ في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي. ولكن استنادًا إلى أحدث الإحصاءات، يبدو من غير المرجح أن يتحقق ذلك في الأيام القليلة المقبلة.
وكتبوا "نتيجة لذلك فإن التراجع في أسواق الأسهم، ومعها الانخفاض المستمر في عوائد سندات الخزانة الأمريكية والسندات (الألمانية)، لم تنته بعد على الأرجح". صعدت سندات الخزانة وغيرها من السندات الحكومية الأساسية، مما دفع العائدات إلى الانخفاض، والتي تتحرك في الاتجاه المعاكس لأسعار السندات، مع تكثيف مسار سوق الأسهم.
لقد تحمل المستثمرون أيامًا من التحديثات القاتمة بشكل متزايد حول انتشار الفيروس التاجي، حيث تستمر الإصابات الجديدة في الارتفاع، حتى مع قيام الدول باتخاذ تدابير أقوى وأشد. حيث كانت نيوزيلندا ونيجيريا من بين أحدث الدول التي أبلغت عن ظهور حالات لديها.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد يوم الجمعة متحدثًا في فورت سميث أركنساس، إن المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة هي احتمال إذا نشأ وباء عالمي بالفعل، لكن هذا السيناريو لم يكن هو الأساس. وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس روبرت كابلان يوم الجمعة إنه سيكون مستعدًا لإصدار حكم بشأن الحاجة إلى خفض محتمل في سعر الفائدة عندما تجتمع لجنة سعر الفائدة الفيدرالية مرة أخرى يومي 17 و 18 مارس (آذار).
في الأخبار الاقتصادية ارتفع الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 0.2٪ في الشهر الماضي حسبما ذكرت الحكومة يوم الجمعة، وجاء ذلك دون التوقعات. وفي الوقت نفسه ارتفع الدخل بنسبة 0.6٪ - وهو أكبر مكسب في 11 شهرا - ولكن الزيادة شملت الزيادات السنوية بتكاليف المعيشة في استحقاقات الضمان الاجتماعي وكذلك الإعفاءات الضريبية المرتبطة بقانون الرعاية بأسعار معقولة.
وبشكل منفصل تحسن مقياس لظروف العمل في منطقة شيكاغو في فبراير (شباط) لكنه ظل في منطقة الانكماش. وارتفع مؤشر مقياس مؤشر مديري المشتريات للأعمال في شيكاغو إلى 49.0 هذا الشهر من 42.9 في يناير (كانون الثاني)، حسبما ذكرت مؤشرات MNI يوم الجمعة. أي قراءة أقل من 50 تشير إلى تدهور الظروف. وأظهر تقرير عن نشاط التداول أن العجز التجاري للولايات المتحدة في السلع تراجعت بنسبة 4.6٪ في يناير، وفقا لتقدير وزارة التجارة الذي صدر يوم الجمعة.
التحليل التقني لمؤشر ناسداك المركب NASDAQ 100 INDEX – المؤشر ينجح في تحويل خسائره إلى مكاسب
بعد تسجيل مؤشر ناسداك 100 المركب لأدنى مستوى له في آخر جلساته عند 8,133.85، استطاع المؤشر أن يرتد منه ارتفاعاً ليحول خسائره تلك إلى مكاسب طفيفة في نهاية التداولات، ليغلق على ارتفاع بلغت نسبته 0.30% بما يعادل 25.17 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 8,461.83.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
تقنياً يحاول المؤشر بهذا الإغلاق تعويض بعضاً من خسائره السابقة، وفي الوقت نفسه يحاول تصريف تشبعه البيعي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، وقد ساعده في ذلك استناده لدعم خط اتجاه رئيسي صاعد على المدى البعيد، مثلما هو موضح بالرسم البياني اعلاه لفترة زمنية (يومية)، ولكن يظل يعاني من الضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
لذلك وسط سيطرة البائعين نتوقع انخفاض المؤشر خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة كسره للدعم 8,445.61، ليستهدف بعدها مستوى الدعم 7,851.85.