تراجعت الأسهم الأمريكية لتغلق منخفضة لليوم السادس على التوالي يوم الخميس، لتصل المؤشرات القياسية الثلاثة إلى منطقة التصحيح، وإلى أدنى مستوياتها منذ أكتوبر (تشرين الأول) مع تراجع حاد للأصول ذات المخاطرة، بعد أن أدى وباء فيروس كورونا العالمي إلى تعطيل التجارة الدولية والسفر.
استغرق الأمر ستة أيام فقط لتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر وناسداك المركب لتصل إلى منطقة التصحيح (والتي تم تعريفها على أنها انخفاض بنسبة 10٪ على الأقل)، وهو أسرع تصحيح لمؤشر ستاندرد آند بورز في التاريخ، منذ أن سجلا أعلى إغلاق قياسي يوم الأربعاء الموافق 19 فبراير (شباط).
بالنسبة لمؤشر S&P 500 وناسداك فقد سجلا أسوأ انخفاض بالنسبة المئوية ليوم واحد منذ 18 أغسطس (آب) 2011.
أداء المؤشرات:
- هوى مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بتداولاته الأخيرة ليتكبد خسائر بلغت نسبتها -4.42% بما يعادل -1190.95 نقطة، ليستقر عند مستوى 25,766.64.
- كما انزلق انخفاضاً مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بلغت نسبتها -4.42% بما يعادل -137.36 نقطة، ليستقر عند مستوى 2,978.76.
- كما انخفض مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) المركب ليسجل خسائر بالغة بلغت نسبتها 4.93% بما يعادل 437.09 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 8,436.67.
انخفض مؤشر داو جونز حتى الآن بنسبة 9.71٪ لهذا العام، في حين تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 7.80٪ حتى الآن، وفقد مؤشر ناسداك 4.53٪ منذ بداية العام الجاري.
تلقى شعور المستثمرين ضربة أخرى يوم الخميس عندما قال حاكم ولاية كاليفورنيا إن 8,400 شخص يخضعون للرقابة الصحية بعد سفرهم إلى الصين. وقال رئيس منظمة الصحة العالمية يوم الخميس إن تفشي المرض لديه القدرة على أن يصبح وباءً وهو في مرحلة حاسمة.
بدأت الشريحة الأخيرة من التراجعات في الأسهم مساء الأربعاء، بعد أن فشل مؤتمر صحفي عقده الرئيس دونالد ترامب في طمأنة المستثمرين، وتم الإبلاغ عن أن عدد الحالات خارج الصين قد تخطت عدد حالات المرض داخل الصين لأول مرة.
قال ديفيد مادن محلل السوق لدى سي إم سي ماركتس في مذكرة له "إن عدد الحالات المؤكدة لفيروس كورونا آخذ في الارتفاع، وكذلك عدد البلدان التي لديها عدوى، لذلك فالمستثمرون يخشون حدوث وباء لأنهم يخشون أن يتم تقليص النشاط الاقتصادي، لأن عمليات الإغلاق ستعطل عالم الأعمال".
من ناحية أخرى أشارت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا يوم الخميس إلى توقع أن يتم تخفيض الصندوق توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي نتيجة انتشار فيروس كورونا سريع الانتشار، وذلك يوم السبت خلال اجتماع مع مسؤولي المالية لأكبر 20 اقتصادا في العالم بعاصمة المملكة العربية السعودية الرياض.
وقالت كريستالينا في بيان لها إن تفشي الفيروس سيقلص على الأرجح نمو اقتصاد الصين هذا العام إلى 5.6%، بانخفاض 0.4% عن توقعاتها في يناير (كانون الثاني)، وسيخصم 0.1% من النمو العالمي.
فيما توقع بنك أوف أميركا أن الاقتصاد العالمي يسير في طريقه نحو أضعف عام منذ الأزمة المالية في عام 2008، حيث أثرت الجهود المبذولة لاحتواء الوباء على نشاط الصناعات التحويلية في الصين وعطلت خطوط التجارة الدولية والسفر. وفي وقت سابق خفض بنك جولدمان ساكس توقعاته لنمو أرباح الشركات الأمريكية إلى الصفر.
وقال كريس روبكي كبير الاقتصاديين في MUFG: "وبصراحة في هذه المرحلة بعدما تسبب فيروس كورونا في تباطؤ خطط السفر التي أفسدت خطوط التوريدات العالمية، ستكون معجزة إذا تجنبنا الركود". "إذا لم تتمكن الشركات من الحصول على قطع الغيار والمواد الخام، فلن تتمكن من إنتاج السلع التي تجعل الاقتصاد في مأمن".
في البيانات الاقتصادية الأمريكية التي صدرت يوم الخميس ارتفع عدد الأمريكيين المتقدمين للحصول على إعانات البطالة لأول مرة بأكثر من المتوقع في الأسبوع المنتهى بـ 22 فبراير. مطالبات العاطلين عن العمل لا تزال قريبة من أدنى مستوياتها منذ فترة طويلة، ولكن التقدير المحدث للناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع في الولايات المتحدة كان مطابقًا لتوقعات الاقتصاديين، ولم يظهر أي تغيير عن التقدير الأول للنمو السنوي بنسبة 2.1٪. كان تقرير طلبيات السلع المعمرة الأمريكية أضعف من المتوقع، حيث انخفض بنسبة 0.2٪ في يناير.
التحليل التقني لمؤشر داو جونز الصناعي – المؤشر يكسر أولى مستويات فيبوناتشي التصحيحية
واصل مؤشر داو جونز (DJI) سقوطه الحر بتداولاته الاخيرة على المستويات اللحظية، ليتكبد خسائر جديدة في آخر جلساته بنسبة بلغت -4.42% بما يعادل -1190.95 نقطة، ليستقر عند مستوى 25,766.64.
ويأتي انخفضا المؤشر وسط تأثره بكسر دعم نموذج فني سلبي متكون على المدى المتوسط وهو نموذج الوتد الصاعد، مثلما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة زمنية (يومية)، بالإضافة لاستمرارا لضغط السلبي لتداولاته دون المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، مع توارد الإشارات السلبية بمؤشرات القوة النسبية، بالرغم من وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع.
ليكسر المؤشر في آخر تراجعاته أولى مستويات فيبوناتشي التصحيحية نسبة 38.2% للموجة الصاعدة بالمدى المتوسط، والتي بدأها من القاع المتكون على مستوى 21,712.53 وانتهت بالقمة المتكونة عند مستوى 29,568.57، وليقترب بدوره من الدعم التالي لتلك المتتالية التصحيحية عند مستوى 25,640.55 الذي يمثل نسبة 50% منها.
تشير توقعاتنا إلى المزيد من الانخفاض للمؤشر الأمريكي خلال تداولاته القادمة، خاصة في حالة كسره للدعم 25,640.55، ليستهدف بعدها النسبة الذهبية من تلك المتتالية التصحيحية لفيبوناتشي عند مستوى 24,713.54 الذي يمثل نسبة 61.8% منها.