انخفضت الأسهم الأمريكية بتداولات يوم الجمعة الماضية، ليسجل مؤشر داو جونز أسوأ أيامه في أربعة أسابيع متراجعاً بأكثر من 230 نقطة، في أعقاب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، ونشاط الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة الذي انخفض إلى أدنى مستوى له منذ حوالي عقد.
أداء المؤشرات:
- انخفض مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) بتداولات الأخيرة ليتكبد خسائر بلغت نسبتها -0.81% بما يعادل -233.92 نقطة، ليستقر المؤشر عند إغلاقه على مستوى 28,634.88.
- وتراجع مؤشر إس آند بي 500 (SPX500) الأوسع نطاقاً ليسجل خسائر بلغت نسبتها -0.71% بما يعادل -23.00 نقطة، ليستقر عند مستوى 3,234.85.
- كما هبط مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) ليسجل خسائر بلغت نسبتها -0.88% بما يعادل -87.31 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 8,793.90.
كان الانخفاض هو الأسوأ بالنسبة لمؤشر داو جونز ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 منذ 3 ديسمبر وأشد ركود يومي في بورصة ناسداك منذ 2 ديسمبر (كانون الأول).
خلال الأسبوع خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2%، بينما انخفض مؤشر داو أقل من 0.1٪. وفي الوقت نفسه تمكن مؤشر ناسداك المركب من تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.2 ٪.
اكدت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) مساء اليوم الخميس ان الجيش الأمريكي قتل قاسم سليماني قائد قوة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، وقال ان الضربة تهدف الى ردع الهجمات الايرانية المستقبلية.
أعلن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الحداد لمدة ثلاثة أيام على وفاة سليماني، وقال إن "الانتقام الشديد ينتظر المجرمين" المسؤولين عن الهجوم، كما قال البنتاجون بعد ظهر الجمعة إنه سيرسل أكثر من 3000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط.
قال الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ما زالت "مستعدة" للتصرف إذا تعرض الأمريكيون للتهديد بعد مقتل سليماني، وذلك في تصريحات بثها التلفزيون من منتجع مار لارغو في فلوريدا، وفي وقت سابق من يوم الجمعة أصدر عددًا من التغريدات وقال إن القائد الأعلى للجيش الإيراني "كان يجب إقصاؤه قبل عدة سنوات".
إن احتمال الانتقام الحاد من جانب إيران يمكن أن يبقي المشاركين في السوق متوترين في الأيام والأسابيع القادمة، ومع ذلك أغلقت الأسهم الجلسة بانخفاضات أقل حدة مما توقعه عادة بعض المشاركين في السوق، بالنظر إلى التهديد بشأن المواجهة العسكرية في الشرق الأوسط.
في غضون ذلك أظهر محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي تفاؤلًا متزايدًا في شهر ديسمبر بين كبار المسؤولين بشأن الاقتصاد، مع تراجع التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، لكن المخاوف ظلت قائمة بشأن النمو، بما في ذلك التضخم العنيد المنخفض.
شهد يوم الجمعة أيضًا بيانات التصنيع الأمريكية التي جاءت أسوأ من المتوقع، والتي أكدت المخاطر على النمو الاقتصادي. فقد تراجع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي التابع لمعهد إدارة التوريد في ديسمبر عن 47.2٪، وهو أدنى مستوى له منذ يونيو (حزيران) 2009، من قراءة بلغت 48.1٪ في نوفمبر (تشرين الثاني)، تاركًا المقياس في وضع الانكماش. بينما توقع الاقتصاديون الذين شملهم استطلاع السوق في المتوسط بارتفاع المؤشر إلى 48.8٪.
بشكل منفصل ارتفع نشاط البناء في الولايات المتحدة في نوفمبر بنسبة 0.6٪، بزيادة حادة عن الارتفاع بنسبة 0.1٪ المسجلة في أكتوبر (تشرين الأول).
صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو تشارلز إيفانز لشبكة CNBC يوم الجمعة بأنه لا يزال متفائلًا بالاقتصاد، ويتوقع أن يتوسع الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بين 2٪ إلى 2.25٪ في عام 2020.
التحليل التقني لمؤشر ناسداك NASDAQ 100 INDEX – المؤشر في هدنة لالتقاط الأنفاس
تراجع مؤشر ناسداك 100 بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ليجني أرباح ارتفاعاته السابقة على المدى القصير، وليحاول في الوقت نفسه اكتساب بعضاً من الزخم الإيجابي الذي قد يساعده على التعافي والارتفاع من جديد، وأيضاً ليحاول تصريف تشبعه الشرائي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، خاصة مع توارد الإشارات السلبية منها، ليسجل المؤشر خسائر في آخر جلساته بلغت نسبتها -0.88% بما يعادل -87.31 نقطة، ويغلق مستقراً على مستوى 8,793.90.
تم انتاج الرسم البياني بواسطة منصة TradingView
ويأتي هذا الانخفاض في ظل سيطرة تامة للاتجاه الرئيسي الصاعد على المدى البعيد والقصير أيضاً، في ظل تداولاته بمحاذاة خط ميل رئيسي صاعد، مثلما هو موضح بالرسم البياني اعلاه لفترة زمنية (يومية)، مع استمرار الدعم الإيجابي لتداولاته أعلى متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
تشير توقعاتنا إلى ترجيح عودة ارتفاع المؤشر بتداولاته القادمة، ولكن بشرط مهم وهو اختراقه أولاً لمستوى المقاومة 8,809.68، ليستهدف بعدها مستوى المقاومة 9,200.00.